ما هو داء السكري؟

داء السكري هو حالة مزمنة تحدث عند ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم (السكر في الدم)، مما يؤدي إلى مضاعفات جسيمة في كل من: 

  • القلب.
  • الأوعية الدموية.
  • الكلى.
  • الأعصاب. 
  • العينين.

يحدث داء السكري من النوع الأول عندما ينتج البنكرياس القليل من الأنسولين أو لا ينتجه، أما السكري من النوع الثاني فهو عندما يصبح الجسم مقاومًا للأنسولين ولا يستجيب له. 

للتعرف على المزيد حول نوعي داء السكري، يمكنك قراءة المقال التالي: “مرض السكري من النوع 1 والنوع 2.. ما الفرق بينهما؟” 

يعمل الأنسولين كمفتاح للسماح بدخول السكر من الدم إلى خلايا الجسم لاستخدامه كطاقة، عندما لا ينتج جسمك ما يكفي من الأنسولين، أو لا يستخدمه بشكل جيد يبقى الجلوكوز في الدم ولا يصل إلى الخلايا، وبالتالي يبقى السكر عالقا  في مجرى الدم مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري، فإن العلاج أمر متوفر للجميع، ويتمثل في الأنسولين الضروري جدا للبقاء على قيد الحياة. بالإضافة لباقي وسائل الوقاية الأخرى والمتمثلة في: 

  • فقدان الوزن.
  • تناول طعام صحي.
  • ممارسة النشاط الرياضي.
  • الحفاظ على المواعيد الطبية.

أنواع داء السكري

حسب الصحة العالمية WHO يعاني حوالي 422 مليون شخص حول العالم من مرض السكري، معظمهم من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وتحدث كل عام مليون ونصف حالة وفاة بسبب داء السكري. تعرف على مقدمات وأنواع داء السكري: 

مُقدمات السكري

مقدمات السكري أو مرحلة ما قبل السكري، هي المرحلة التي تكون خلالها نسبة الجلوكوز (السكر) في الدم مرتفعة، لكنها ليست عالية بما يكفي لتشخيص مرض السكري.

لا تعني مقدمات السكري دائما الإصابة اللاحقة بمرض السكري من النمط الثاني، لكن العديد ممن يعانون منها يصابون به. إنه إشارة إنذار إلى أنه يجب البدء في تغييرات نمط الحياة من أجل منع أو على الأقل تأخير ظهور مرض السكري من النوع 2.

يمثل ظهور بقع داكنة على بعض المناطق في الجسم، مثل الرقبة والإبطين والأربية، أعراضا لمقدمات السكري. 

كما يمكن للأعراض التالية أن تشير إلى أن مقدمات السكري لديك قابلة للتطور إلى السكري من النوع الثاني: 

  • فقدان الوزن.
  • حالات العدوى المتكررة.
  • الإرهاق.
  • الشعور المتزايد بالجوع.
  • العطش الشديد.
  • كثرة التبول.
  • الوخز في القدمين أو اليدين.
  • بطء التئام القرح.

والسبب الرئيسي خلف حدوث مقدمات داء السكري، هو تراكم السكر في مجرى الدم بدل انتقاله إلى الخلايا، وذلك بسبب تعطل العملية الطبيعية التالية: 

1. إنتاج الغلوكوز في الجسم من الطعام الذي تتناوله.
2. دخول السكر إلى مجرى الدم عند هضم الطعام.
3. تمكين الأنسولين الذي ينتجه البنكرياس السكر من الدخول إلى الخلايا، مما يقلل السكر في الدم.

السكري من النمط الأول

السكري من النمط الأول يأتي نتيجة تفاعل المناعة الذاتية، ومهاجمتها للخلايا التي تصنع الأنسولين في البنكرياس وتدميرها، مما يمنع الجسم من صنع الأنسولين.

حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، يعاني حوالي 5-10% من مرضى السكري من السكري من النمط الأول. يتم تشخيص أغلب حالات هذا النوع في صفوف الأطفال والمراهقين والشباب، وغالبا ما تتطور أعراضه بسرعة. 

لا توجد هناك أي طريقة للوقاية من السكري من النمط الأول، ويعد أخذ الأنسولين يوميا أمرا مهما للبقاء على قيد الحياة. 

السكري من النمط الثاني

يحدث السكري من النمط الثاني عندما: 

  • تتأثر قدرة البنكرياس على إفراز كمية كافية من الأنسولين (الهرمون المسؤول عن تنظيم حركة السكر إلى الخلايا).
  • عدم استجابة الخلايا لهرمون الأنسولين على النحو السليم وبالتالي امتصاص كمية قليلة من السكر.

تتسبب هذه الحالة المزمنة في اختلاط كمية كبيرة جدًا من السكر بالدورة الدموية. 

يعاني حوالي 90-95% من مرضى السكري من النمط الثاني، وعادة ما يتم تشخيصه عند البالغين.

يساعد نمط الحياة الصحي في الوقاية من داء السكري من النمط الثاني، حتى في حال وجود أقارب مصابين بالسكري.

أعراض السكري عند الأطفال

لا توجد اختلافات كبيرة بين أعراض السكري عند الأطفال  سواء النمط الأول أو الثاني. 

أعراض السكري عند الأطفال من النمط الأول

تظهر أعراض السكري عند الأطفال من النمط الأول بنفس الطريقة التي تظهر بها عند البالغين والمراهقين، ويُطلَق عليه “سكري اليافعين” أو “السكري المعتمِد على الأنسولين”. 

يتسم السكري من النمط الأول عند الأطفال بظهور علامات يجب على الوالدين الحذر بشأنها ومراقبتها، وهي كالتالي:

  • زيادة العطش والتبول.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • زيادة الجوع.
  • التعب.
  • العصبية.
  • ضبابية الرؤية.

أعراض السكري عند الأطفال من النمط الثاني

يعتبر داء السكري من النمط الثاني أكثر شيوعا بين البالغين، حيث كان يُطلق عليه داء السكري الذي يصيب البالغين. إلا أنه بين عامي 2014 و2015، كان حوالي 24% من المشخصين بمرض السكري من النمط الثاني هم من الأطفال.

في معظم حالات السكري من النوع 2 لا تظهر أعراض خصوصا لدى الأطفال، مما يجعل اكتشافه أمرا صعبا. وفي حالات أخرى، قد لا يظهر الأطفال أي أعراض.

إذا كنت تعتقد أن طفلك قد يصاب بداء السكري من النمط الثاني فراقب الأعراض التالية: 

  • التعب المفرط.
  • كثرة التبول.
  • العطش الشديد.
  • زيادة الجوع.
  • بطء شفاء القروح.
  • جلد داكن (الشواك الأسود).

أهم النصائح عند ظهور أعراض السكري

إذا كنت أبا أو أما لطفل بدأت تظهر عليه بوادر داء السكري، إليك أهم النصائح عند ظهور أعراض السكري حسب موقع Diabetes.co.uk

  • فهم كيفية تأثير المرض على طفلك، والقدرة على التكيف والصبر.
  • المراقبة الصارمة لمستويات الجلوكوز في دم طفلك.
  • تجنب أن يقع طفلك في انخفاضات وارتفاعات السكر في الدم.
  • إدراك أن هناك قيود على النظام الغذائي الخاص بطفلك، وأن مستويات نشاطه تحتاج إلى المراقبة عن كثب.
  • في مرض السكري، قد تحتاج إلى إعطاء الأنسولين لطفلك. لذلك، تعلم كيفية القيام بذلك.
  • يجب أن تكون على دراية بأعراض انخفاض نسبة السكر في الدم، وما يجب فعله في هذه الحالة.
  • عندما يكبر طفلك، علمه كيفية أخذ حقن الأنسولين الخاصة به.
  • احرص على أن يكون في علم الجميع إصابة طفلك بمرض السكري.

أسباب السكر عند الأطفال

تتمثل أسباب السكر عند الأطفال فيما يلي وذلك حسب نوعه: 

1. السُّكَّري من النمط الأول

يحدث عندما يدمر الجهاز المناعي بالجسم الخلايا المنتجة للأنسولين الموجودة في البنكرياس عن طريق الخطأ. 

تلعب العوامل الوراثية والبيئية دورًا في هذه العملية.

بمجرد تدمير هذه الخلايا ينتج جسم الطفل كمية قليلة من الأنسولين أو لا ينتجه مطلقًا. مما يؤدي إلى تراكم السكر في مجرى الدم. ويسبب مضاعفات ربما تؤدي إلى الوفاة إذا لم يعالَج.

2. السكري من النمط الثاني

التاريخ العائلي والجينات يؤديان دورًا مهمًا في الإصابة بالنوع الثاني من السكري. 

أجسام الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الثاني لا تستطيع معالجة السكر بشكل سليم. وذلك لسببين: 

  • عدم إنتاج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين.
  • مقاومة الخلايا للأنسولين.

مضاعفات مرض السكري عند الأطفال

يمكن لكلا نوعي داء السكري التسبب في مضاعفات خطيرة على مستوى مختلف أعضاء الجسم. فيما يلي مضاعفات مرض السكري عند الأطفال:

1. مضاعفات مرض السكري من النمط الأول:

  • زيادة خطر الإصابة بـ: تضيق الأوعية الدموية، ارتفاع ضغط الدم، مرض القلب، السكتة الدماغية في وقت لاحق من الحياة.
  • إصابة جدران الأوعية الدموية الصغيرة التي تغذي الأعصاب مما يؤدي إلى تلف الأعصاب بشكل تدريجي.
  • تضرر الكلى. 
  • إتلاف الأوعية الدموية لشبكية العين.
  • هشاشة العظام. 

2. مضاعفات مرض السكري من النمط الثاني

  • أمراض الكلى.
  • أمراض العين. 
  • فقدان البصر.
  • السكتة الدماغية.
  • تلف الأعصاب.
  • ارتفاع مستوى الكوليسترول.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية.

تشخيص الإصابة بالسكري عند الأطفال

يوصي المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية NICE بالإسراع إلى تشخيص الإصابة بالسكري عند الأطفال في الحالات التالية:

  • تاريخ عائلي من مرض السكري من النوع 2.
  • معاناة الطفل من السمنة.
  • يظهر الطفل أعراضا لمقاومة الأنسولين، مثل الشواك الأسود

تشمل فحوصات الكشف عن داء السكري ما يلي: 

  • تحليل سكر الدم العشوائي: يتم في هذا الفحص قياس نسبة السكر في الدم خلال أي ساعة من النهار أو الليل سواء كان طفلك في حالة الصيام أو الإفطار. يشير مستوى السكر في الدم الذي يزيد عن 200 ملليغرام لكل ديسيلتر إلى مرض السكري.
  • اختبار تحمل الغلوكوز: في هذا الاختبار يتم فحص مدى قدرة الطفل على تحمل الجلوكوز الذي يتم شربه عبر الفم في عيادة الطبيب أو المختبر. بعد تناول هذا المحلول يتم قياس مستويات السكر في الدم على فترات منتظمة خلال الساعتين التاليتين. إذا بلغ مستوى سكر الدم 200 ملغم/دل أو أكثر فهذا يشكل دليلاً على إصابة طفلك بمرض السكري.
  • تحليل سكر الدم الصائم: يتطلب عدم تناول الطعام في الليلة السابقة، إذا كان مستوى سكر الدم بعد هذا الفحص 126 ملغم/دل أو أكثر فهذا يعني الإصابة بمرض السكري.
  • فحص الهيموغلوبين السكري: يعطي هذا التحليل قياس متوسط ​​مستويات السكر في الدم خلال الأشهر القليلة الماضية. وإذا بلغ مستوى الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي 6.5% أو أكثر، في اختبارين منفصلين، فهذا يعني الإصابة بداء السكري.

عواقب التشخيص المتأخر لمرض السكر

تتمثل عواقب التشخيص المتأخر لمرض السكر من النمط الأول فيما يلي: 

الإصابة بالحماض الكيتوني السكري، وهو حالة خطيرة ومهددة للحياة وتتطلب علاجًا فوريًا. 

تحدث هذه الحالة عندما يفشل الجسم في استخدام الجلوكوز للحصول على الطاقة نظرا لانخفاض مستويات الأنسولين، وبالتالي يبدأ في تكسير الدهون للحصول على الطاقة، مما يؤدي إلى إنتاج مواد كيميائية تسمى الكيتونات، والتي يمكن أن تكون سامة عند وصولها إلى مستويات عالية. يؤدي تراكمها إلى الإصابة بالحماض الكيتوني السكري. 

أما السكري من النوع الثاني، فبدون علاج يتطور بشكل سريع لدى الأشخاص الأصغر سنا منه عند البالغين، كما أن هذه الفئة عرضة أكثر للإصابة بمضاعفات، مثل: 

  • أمراض الكلى.
  • تضرر العينين.
  • ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول.

أخيرا، بعد قراءتك للمقال احرص على اتباع الحالة الصحية لطفلك، والتشخيص المبكر لداء السكري عند ظهور أي أعراض من الأعراض السالفة الذكر. شارك المقال، وشاركنا رأيك!