ما هي الولادة الطبيعية؟

حسب المعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية NICHD الولادة الطبيعية هي الولادة بدون استخدام أي مسكنات للألم، بدلاً من ذلك يتم استخدام تقنيات مثل الاسترخاء والتحكم في التنفس لإدارة الألم، وذلك سواء في المنزل أو في المستشفى، مع السماح  للمرأة بقيادة المخاض والولادة والتعامل معهما بالطريقة التي تجدها مريحة. 

في الولادة الطبيعية يتم معاملة المخاض والولادة على أحداث طبيعية، يمكن خلالها اللجوء فقط لبعض التدخلات الطبية مثل مراقبة الجنين، شق العجان (قطع النسيج العضلي بين فتحة المهبل وفتحة الشرج لإفساح المجال للطفل خلال الولادة). 

فوائد الولادة الطبيعية

تتضمن فوائد الولادة بشكل الطبيعية، أو اتباع نهج غير طبي في الولادة:

  • السيطرة على الجسم قدر الإمكان. 
  • المشاركة طوال فترة المخاض. 
  • التدخل خلال المخاض والولادة.

لكن، إذا اخترت هذا النمط من الولادة فعليك القبول بالألم كجزء من الولادة، على الرغم من أن الإستعداد والدعم المناسبين في هذه المرحلة. تشعر أغلب النساء بالرضا العميق عن الولادة الطبيعية.

1. الفوائد للأم

تختار أغلب النساء اللواتي لديهن حمل منخفض الخطورة الولادة بطريقة طبيعية، من أجل تجنب المخاطر المحتملة من الأدوية. والمتمثلة في:

  • انخفاض ضغط الدم.
  • إبطاء أو تسريع المخاض.
  • الغثيان.

ومن بين الفوائد للأم أيضا: 

  • الشعور بالمزيد من التواصل خلال تجربة الولادة مع جنينهم.
  • الشعور بالمسؤولية عن المخاض.
  • التعافي بشكل أسرع بعد الولادة.
  • تقليل تمزق المهبل.
  • انخفاض خطر تدخلات المليئة بالمخاطر.
  • تجنب الآثار الجانبية للتخدير فوق الجافية (إبرة الظهر). 

2. الفوائد للجنين

تساعد الولادة الطبيعية الأمهات على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية بكل سهولة، وذلك بسبب التعافي من عملية الولادة بشكل أسرع. بالإضافة إلى الفوائد للجنين التالية: 

  • تساعد في زيادة إنتاج البروتينات في دماغ الجنين، تساعد هذه البروتينات في نمو الدماغ ووظائفه. بينما لا تحث الولادة بطرق غير طبيعية الجسم على إفراز هذه البروتينات.
  • خلال المخاض، تحدث تغيرات هرمونية تساعد الجنين على التطور السليم للرئتين، مما يسمح لها بالعمل على نحو مثالي، وعدم حدوث أي مشاكل في الجهاز التنفسي.
  • يفقد الأطفال البكتيريا الجيدة الموجودة في جسم الأم عند الولادة بطرق غير طبيعية، حيث تلعب هذه البكتيريا دورًا أساسيا في جهاز المناعة لدى الطفل. 
  • الأطفال الذين يولدون من خلال عملية قيصرية هم أكثر عرضة للإصابة بـ: الربو، الحساسية، والالتهابات.

التحضير للولادة الطبيعية

إذا كنت ترغبين في الولادة بشكل طبيعي، يمكنك التحضير لذلك من خلال: 

  • حضور دورات تكوينية حول تقنيات الولادة وإدارتها. 
  • العمل بانتظام على التمارين الخفيفة التي يتم تلقينها في دورات الولادة، تساعد هذه التمارين عضلات الجسم على مكافحة إجهاد آلام المخاض. كل ما عليك الحرص عليه لسلامتك وسلامة الجنين هو القيام بالتمارين تحت إشراف خبير. 
  • الحفاظ على نظام غذائي صحي، والذي من شأنه المساعدة على تحمل أعباء المخاض. 
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم. 
  • ممارسة تقنيات التنفس الصحيح، التي تساعد خلال الولادة. 
  • شرب الكثير من الماء، لمنع التورم والإصابة بالتهابات المسالك البولية التي تكون المرأة الحامل أكثر عرضة لها. 

1. خطط الولادة  

تتضمن خطة الولادة الأشياء والظروف التي ترغبين في توفرها خلال المخاض والولادة لجعل ولادتك أسهل وفي ظروف أكثر هدوء وراحة، وقد تتضمن خياراتك لخطة الولادة: 

  • من تريدين أن يظل معك خلال المخاض. 
  • هل ترغبين في مسكنات الألم أم لا.  
  • أجواء المكان الذي تتواجدين به. 

كما يمكنك إضافة أي شيء يجعل مخاضك وولادتك أكثر راحة وسهولة.

2. طرق تخفيف الآلام الطبيعية  

تختلف طرق تخفيف الآلام الطبيعية من أم لأخرى، حيث تحاول الكثير من النساء السيطرة على الآلام من خلال توجيه طاقتهم وتركيز أذهانهم على أشياء أخرى. وهناك طريقتين شائعتين لتخفيف الألم خلال الولادة الطبيعية، وهما:

  • تقنية لاماز The Lamaze technique

هذا النهج ليس ضد استخدام مسكنات الألم، وهو يشجع النساء على الولادة بناءً على ما هو مناسب لهن.

  • طريقة برادلي The Bradley method

في هذه الطريقة تتم الولادة مع مشاركة مدرب الولادة، ويتم خلالها تجنب الأدوية، والتركيز على التغذية الجيدة، وممارسة الرياضة خلال الحمل، بالإضافة إلى الاسترخاء والاعتماد على تقنيات التنفس العميق للتعامل مع المخاض.

كما تشمل الطرق الطبيعية لتخفيف الألم أثناء المخاض ما يلي:

  • اليوجا.
  • التأمل.
  • المشي
  • التدليك.
  • الاستحمام. 
  • الغطس في الماء الدافئ أو الجاكوزي.
  • الاتكاء على كرات الولادة. 
  • التنويم المغناطيسي.
  • الاستماع إلى الموسيقى الهادئة. 
  • الصور المرئية.

المضاعفات والتدخلات أثناء الولادة الطبيعية

هناك العديد من الحالات التي تعتبر مضاعفات أثناء الولادة، ولكل من هذه المضاعفات التدخلات المناسبة لها. فيما يلي المضاعفات والتدخلات أثناء الولادة الطبيعية: 

  • ضعف الانقباضات.
  • عدم تمدد عنق الرحم بشكل كافٍ أو في الوقت المناسب.
  • عدم استمرار نزول الجنين في قناة الولادة بسلاسة. 

إذا لم يحدث المخاض بالشكل الطبيعي، فقد يقدم الطبيب للمرأة أدوية لتسريع المخاض وزيادة الانقباضات، أو قد يحيلها إلى ولادة قيصرية.

  • مشاكل الحبل السري.

قد يلتف الحبل السري حول ذراع أو ساق الجنين خلال تنقله عبر قناة الولادة. يتدخل الطبيب إذا التف الحبل السري حول رقبة الرضيع.

  • معدل ضربات قلب الطفل غير الطبيعي.

قد يطلب الطبيب من المرأة تبديل الوضعية لمساعدة الجنين على زيادة تدفق الدم. وفي الحالات الأكثر خطورة قد تحتاج المرأة إلى ولادة قيصرية طارئة، أو إجراء بضع الفرج من أجل توسيع فتحة المهبل لتسهيل الولادة. 

  • نزول الماء مبكرًا. 

في الحالات العادية يبدأ المخاض من تلقاء نفسه خلال 24 ساعة من نزول الماء. إذا لم يحدث ذلك فمن المحتمل أن يحرض الطبيب على المخاض. 

مضاعفات ما بعد الولادة

يمكن أن تشمل مضاعفات ما بعد الولادة الأعراض التالية:

  • ألم في البطن يزداد سوءًا.
  • الألم والتورم في الساقين.
  • نزيف مهبلي حاد.
  • التبول المؤلم.
  • الدوخة أو الإغماء.
  • الحمى.
  • الصداع الشديد.

التعافي بعد الولادة الطبيعية

بعد الولادة الطبيعية، قد يتم التعافي والشفاء التام لدى بعض النساء في غضون ستة إلى ثمانية أسابيع، وقد يستغرق الشفاء شهورًا لدى نساء أخريات. 

خلال عملية التعافي بعد الولادة الطبيعية، من المحتمل أن تشعر المرأة بالألم لبضعة أيام، وللمساعدة على تخطي هذا الألم يمكن: 

  • الجلوس على كيس ثلج. 
  • أخذ حمام المقعدة. 
  • الاعتناء بالنفس والاستراحة قدر المستطاع.

 الإنعاش الفوري بعد الولادة  

من واجب كل من الأمهات والأطباء والممرضين العمل على رعاية الأجنة عند وبعد الولادة من خلال:

  • الحماية من الإصابة والعدوى. 
  • التنفس بشكل طبيعي. 
  • توفير الدفء والرضاعة. 

يتضمن  الإنعاش الفوري بعد الولادة: الرعاية الفورية والأساسية وقت الولادة، الرعاية الأساسية خلال فترة ما بعد الولادة.

حسب منظمة الصحة العالمية، تشمل الرعاية الأساسية خلال فترة ما بعد الولادة ما يلي:

  • لقط الحبل السري. 
  • تجفيف المولود بالكامل. 
  • تقييم التنفس. 
  • السماح للأم والجنين بملامسة الجلد للجلد. 
  • البدء المبكر للرضاعة الطبيعية. 
  • منع حدوث أي عدوى.
  • تقييم المشاكل الصحية. 

الرضاعة الطبيعية  

يكون الطفل حديث الولادة المتمتع بصحة جيدة جاهزا لتلقي الرضاعة الطبيعية خلال الساعة الأولى بعد الولادة. وذلك وفقا لـ الكلية الأمريكية لأطباء الأمراض النسائية والتوليد. يمكنك تشجيع طفلك على الرضاعة الطبيعية من خلال ملامسة الجلد للجلد، أي حمله مباشرة على جلدك العاري. 

للمزيد من المعلومات حول الرضاعة الطبيعية، يمكنك قراءة المقال التالي: 9 من فوائد الرضاعة الطبيعية لصحتك وصحة طفلك. 

اسئلة شائعة قد تهمك

أيهما أخطر الولادة الطبيعية أم القيصرية؟

قد تكون عملية المخاض والولادة الطبيعية عن طريق المهبل عملية طويلة ومرهقة جسديًا للأم، إلا أن الولادة القيصرية تنطوي على مخاطر أكثر على صحة وحياة الأم، بما في ذلك: 

  • مخاطر التخدير. 
  • فقدان الدم. 
  • العدوى. 
  • طول فترة التعافي. 
  • ارتفاع مخاطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.

هل يوجد ولادة طبيعية بدون ألم؟

لا، ليست هناك ولادة طبيعية بدون ألم. الولادة مؤلمة، لكن يمكن التحكم في هذا الألم. وحسب الجمعية الأمريكية لأطباء التخدير فإن ما يقارب 46% من الأمهات شعرن بألم أقل حدة مما كانوا يتوقعون خلال ولادتهن الأولى. 

وللتحكم في الألم، كل ما عليك فعله هو الاتفاق مع طبيب التخدير حول ما يمكن فعله لتقليل الألم، سواء الحقن فوق الجافية، أو أي من الطرق الأخرى المتاحة. 

متى لا ينصح بالولادة الطبيعية؟ 

يوصي الطبيب بالابتعاد عن هذا النمط من الولادة في الحالات التي يكون هناك خطر على الأم والجنين، وهي عندما: 

  • يكون سن الأم أكبر من 35 عامًا.
  • تعاطي الأم للكحول أو المخدرات خلال الحمل. 
  • إجراء عملية جراحية سابقا في الرحم، مثلا: الولادة القيصرية.
  • تاريخ من الأمراض، مثل: السكري، تسمم الحمل، مشاكل تخثر الدم.
  • الحمل بأكثر من جنين.
  • مضاعفات الحمل، مثل: مشاكل في المشيمة.