يعمل الكبد كعضو حيوي في الجسم على معالجة العناصر الغذائية وتنقية الدم ومحاربة الالتهابات، كما أنه يعمل على استقلاب الأدوية إلى أشكال يسهل استخدامها لبقية الجسم. وحسب مدرسة طب جامعة جونز هوبكنز، فيما يلي بعض الوظائف الحيوية للكبد: 

  • تنظيف الدم من المواد السامة.
  • إنتاج العصارة الصفراوية للتخلص من الفضلات وتكسير الدهون خلال الهضم.
  • معالجة الهيموجلوبين لاستخدام محتواه من الحديد (الكبد يخزن الحديد).
  • إنتاج الكوليسترول والبروتينات الخاصة للمساعدة في نقل الدهون عبر الجسم.
  • تحويل الجلوكوز الزائد إلى جليكوجين للتخزين وللموازنة وإنتاج الجلوكوز حسب الحاجة.
  • تنظيم مستويات الأحماض الأمينية في الدم، والتي تشكل اللبنات الأساسية للبروتينات.
  • تحويل الأمونيا السامة إلى اليوريا، وهي المادة النهائية لعملية التمثيل الغذائي للبروتين، تفرز في البول.
  • إزالة البيليروبين من خلايا الدم الحمراء. تراكم البيليروبين يؤدي إلى تحول لون الجلد والعينين إلى اللون الأصفر.

ما هو التهاب الكبد؟

التهاب الكبد Hepatitis هو المصطلح الطبي لإصابة بحالة التهابية للكبد inflammation of the liver. عند الإصابة بالتهاب الكبد تتأثر وظيفته، بعض أنواعه تمر دون مشاكل خطيرة، في حين أن البعض الآخر يمكن أن يكون طويل الأمد (مزمن) ويسبب: 

  • تليف الكبد.
  • فقدان وظائف الكبد.
  • سرطان الكبد.

من بين أسباب التهاب الكبد، تناول الكحول، بعض الأدوية، بعض الحالات الطبية، بعض الاضطرابات الوراثية، أو بسبب فرط نشاط جهاز المناعة الذي يهاجم الكبد عن طريق الخطأ (التهاب الكبد المناعي الذاتي)، لكن غالبا ما ينتج التهاب الكبد عن فيروس.

أنواع التهاب الكبد

حسب منظمة الصحة العالمية، هناك خمس سلالات من فيروس التهاب الكبد يُشار إليها بالأنواع التالية: A و B و C و D و E. 

جميع أنواع التهاب الكبد تسبب أمراض الكبد، إلا أنها تختلف في العديد من الخصائص، بما في ذلك: 

  • طرق الانتقال.
  • شدة المرض.
  • طرق الوقاية.
  • طُرق العلاج. 

تقدر الصحة العالمية أنه على مستوى العالم يعيش 354 مليون شخص مع التهاب الكبد المزمن B و C.

1. التهاب الكبد A  

التهاب الكبد A يمثل ما بين 20% و25% من حالات التهاب الكبد في البلدان المتقدمة، وهو مرض حاد قصير الأمد. 

ينتقل التهاب الكبد A من خلال رذاذ الفم (البزاق)، كما يمكنه الانتشار في حالة ملامسة شيء ملوث بالفيروس، وتشكل مياه الشرب الملوثة بمياه الصرف الصحي سببا رئيسيا لانتقاله في البلدان النامية.

تتراوح فترة حضانة الفيروس من أسبوعين إلى ستة أسابيع، يكون خلالها الشخص المصاب معديًا.

يتعافى حوالي 85% من المصابين بالتهاب الكبد A في غضون ثلاثة أشهر، ويتعافى جميع المصابين في غضون ستة أشهر. ليس لهذا النوع من التهاب الكبد أي آثار صحية طويلة المدى، ويمكن للتطعيم الوقاية منه. 

2. التهاب الكبد B

حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ينتشر التهاب الكبد B من خلال الدم، أو السائل المنوي، أو سوائل الجسم الأخرى من شخص مصاب إلى جسم شخص غير مصاب، وذلك عبر الاتصال الجنسي، مشاركة الإبر ومعدات حقن المخدرات، أو من الأم إلى الطفل عند الولادة.

التهاب الكبد B هو عدوى شائعة في جميع أنحاء العالم، خاصة بين صفوف النساء الحوامل وأطفالهن. 

بالنسبة للبالغين، يمكنهم الشفاء في غضون شهرين، لكن الأشخاص المصابين في مرحلة الطفولة تكون لديهم عدوى طويلة الأمد. وهو ما يجعل التهاب الكبد B ينقسم إلى نوعين: 

  • عدوى التهاب الكبد الحاد: تتراوح أعراضه من عدم وجود أعراض إلى فشل الكبد. يصاب به البالغون، وسرعان ما يتعافون منه، ولا يواجهون أي مشاكل أخرى.
  • عدوى التهاب الكبد المزمن: العدوى المزمنة هي عندما يبقى الفيروس في الكبد لأكثر من 6 أشهر. هذا النوع غالبا ما يصيب الرضع والأطفال الصغار أقل قدرة على تخليص أجسامهم من الفيروس. الأشخاص المصابون به هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد.

3. التهاب الكبد C 

ينتشر التهاب الكبد C عن طريق ملامسة دم شخص مصاب. وغالبًا ما لا يسبب أي أعراض ملحوظة، قد تظهر على الشخص المصاب أعراض شبيهة بالإنفلونزا فقط، لذلك لا يدرك الكثير من الناس أنهم مصابون.

يمكن أن يؤدي التهاب الكبد C المزمن إلى مشاكل صحية خطيرة ومهددة للحياة مثل: 

  • تليف الكبد.
  • سرطان الكبد. 

لا يوجد لقاح لالتهاب الكبد C، وتعتبر أفضل طرق الوقاية هي تجنب السلوكيات التي يمكن أن تنشر المرض، وخاصة حقن المخدرات. 

بعد الاكتشاف المبكر للإصابة، يمكن للعلاجات أن تكون فعالة لدى معظم الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد C في غضون 8 إلى 12 أسبوعًا. 

4. التهاب الكبد D

التهاب الكبد D هو عدوى في الكبد تحدث فقط عند الأشخاص المصابين بفيروس التهاب الكبد B. 

يمكن أن يصاب الأشخاص بفيروس التهاب الكبد B و D في نفس الوقت، وهي حالة معروفة باسم “العدوى المصاحبة”، أو يصابون بالتهاب الكبد D بعد الإصابة الأولى بفيروس التهاب الكبد B المعروفة باسم “العدوى الإضافية”. 

تنتقل عدوى التهاب الكبد D من خلال الدم أو سوائل الجسم الأخرى من شخص مصاب بالفيروس إلى جسم شخص غير مصاب. 

يسبب التهاب الكبد D أعراضًا خطيرة، ويمكن أن يؤدي إلى تلف الكبد مدى الحياة وحتى الموت. 

لا يوجد لقاح للوقاية من التهاب الكبد D. لكن، يمكن للقاح التهاب الكبد B أن يحمي من الإصابة المستقبلية بالتهاب الكبد D.

5. التهاب الكبد E

ينتشر التهاب الكبد E عندما يبتلع شخص ما الفيروس عن غير قصد، سواء من خلال مياه ملوثة أو لحم ملوث غير مطبوخ جيدا. تكون نسبة الإصابات لهذا النوع منتشرة أكثر في المناطق التي تعاني من سوء الصرف الصحي. 

تشمل أعراض التهاب الكبد E: التعب، ضعف الشهية، آلام المعدة، الغثيان، واليرقان. ومع ذلك، فإن العديد من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد E، خاصة الأطفال الصغار، لا تظهر عليهم أعراض.

معظم الناس يتعافون تمامًا من المرض دون أي مضاعفات، باستثناء الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.  

أعراض التهاب الكبد 

في حالات التهاب الكبد المزمن، مثل التهاب الكبد B و C، قد لا تظهر أي أعراض إلى أن يؤثر المرض على وظائف الكبد. بينما في حالات التهاب الكبد الحاد قد تظهر الأعراض على الأشخاص المصابين بعد فترة وجيزة من الإصابة. فيما يلي الأعراض الشائعة في مختلف أنواع التهاب الكبد: 

1. أعراض التهاب الكبد A 

تظهر أعراض التهاب الكبد A، في المتوسط، بعد حوالي 4 أسابيع من الإصابة بالعدوى. فيما يلي أبرز الأعراض:

  • صداع.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • التهاب الحلق.
  • السعال.
  • التعب.
  • فقدان الشهية.
  • آلام المفاصل والعضلات.
  • ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
  • إمساك أو إسهال.

عادة ما تستمر هذه الأعراض التي تعتبر أولية من بضعة أيام إلى أسبوعين. وتشمل الأعراض اللاحقة ما يلي: 

  • بول داكن.
  • براز شاحب.
  • حكة.
  • اصفرار الجلد والعينين.
  • انتفاخ الجزء العلوي الأيمن من البطن.

2. التهاب الكبد الفيروسي B

معظم مرضى التهاب الكبد الفيروسي B إما لا تظهر عليهم الأعراض، أو تكون لديهم أعراض خفيفة. فيما يلي أهم أعراض التهاب الكبد B:

  • اصفرار الجلد وبياض العينين.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • ألم في الجزء العلوي من البطن.
  • التعب والشعور بالمرض.
  • تبقع الجلد المثير للحكة.

إذا استمرت العدوى لأكثر من 6 أشهر يطلق عليها التهاب الكبد المزمن B.

3. أعراض التهاب الكبد C

عادةً ما يكون التهاب الكبد C صامتا لعدة سنوات، إلى أن يُتلِف الفيروس الكبد بما يكفي لإحداث الأعراض التالية: 

  • الإرهاق.
  • فقدان الشهية.
  • اصفرار لون الجلد والعينين.
  • بول غامق اللون.
  • سهولة حدوث النزيف والكدمات.
  • فقدان الوزن.
  • تورُّم القدمين. 
  • تَراكُم السوائل في البطن.
  • تداخُل الكلام، أو ما يطلق عليه الاعتلال الدماغي الكبدي.

4. أعراض التهاب الكبد D 

تظهر أعراض التهاب الكبد D عادةً بعد 3-7 أسابيع من الإصابة الأولية، وتشمل ما يلي:  

  • الحمى. 
  • التعب.
  • فقدان الشهية.
  • الغثيان والقيء.
  • البول الداكن.
  • البراز شاحب اللون.
  • اليرقان (العيون الصفراء).

في حالة العدوى الخطيرة، يصيب فيروس التهاب الكبد D شخصًا مصابًا بفيروس التهاب الكبد B بشكل مزمن. مما يؤدي إلى التقدم مرض، وتحدث هذه الحالة في جميع الأعمار وعند 70-90% من الأشخاص.

5. أعراض التهاب الكبد E

قد لا يكون لدى الشخص المصاب أي من أعراض التهاب الكبد E، لكنها قد تبدأ بالظهور خلال أسبوعين إلى ستة أسابيع بعد الإصابة. وتشمل:

  • حمى خفيفة.
  • فقدان الشهية.
  • الشعور بالغثيان والقيء.
  • الم المفاصل.
  • شعور بتعب شديد.
  • آلام البطن.
  • طفح جلدي أو حكة.
  • جلد وعيون صفراء.
  • بول داكن.

أسباب التهاب الكبد

توجد أنواع مختلفة من التهاب الكبد، لكل منها أسبابها:

  • التهاب الكبد الفيروسي: ناتج عن إحدى فيروسات التهاب الكبد A و B و C و D و E. 
  • التهاب الكبد الكحولي: ناتج عن الإفراط في تناول الكحول.
  • التهاب الكبد السام: يأتي بسبب بعض المواد الكيميائية أو الأدوية أو المكملات الغذائية.
  • التهاب الكبد المناعي الذاتي: يأتي بسبب مهاجمة جهاز المناعة في الجسم للكبد. 

تشمل الأسباب الأقل شيوعًا لالتهاب الكبد:

  • اضطرابات المناعة الذاتية.
  • اضطرابات الكبد الوراثية.
  • الالتهابات الفيروسية الأخرى، مثل: عدد كريات الدم البيضاء المعدية، الحمى الصفراء، عدوى الفيروس المضخم للخلايا وداء البريميات.
  • الالتهابات الطفيلية، مثل: داء البلهارسيات، الملاريا. 

تشخيص التهاب الكبد

من أجل تشخيص التهاب الكبد بجميع أنواعه، يأخذ طبيبك تاريخك الطبي لتحديد عوامل الخطر المحتمل أنك قد تعرضت لها.

بالإضافة إلى الفحص البدني الذي يستعمل فيه الطبيب الضغط برفق على بطنك لمعرفة ما إذا كان هناك ألم. كما أنه سوف يتحقق مما إذا كان لديك أي تغير في لون عينيك أو جلدك.

ومن أجل تشخيص حالته بدقة، يخضعك الطبيب لسلسلة من الاختبارات:

1. اختبارات وظائف الكبد

هي اختبارات دم تجرى لتشخيص أمراض الكبد أو تلَفها من خلال قياس مستويات بعض الإنزيمات والبروتينات الموجودة في الدم. تشير مستويات إنزيم الكبد المرتفعة إلى أن الكبد متوتر أو تالف أو لا يعمل بشكل صحيح.

2. اختبارات الدم

إذا كانت اختبارات وظائف الكبد غير طبيعية، يتم إجراء اختبارات الدم لاكتشاف مصدر المشكلة. تحدد هذه الاختبارات ما إذا كنت مصابًا بـ:

  • التهاب الكبد الفيروسي: عن طريق التحقق من وجود فيروسات التهاب الكبد أو الأجسام المضادة التي ينتجها جسمك لمكافحتها.
  • التهاب الكبد المناعي الذاتي.

3. خزعة الكبد

عند تشخيص التهاب الكبد، يتم الانتقال إلى مرحلة التقييم بحثًا عن التلف المحتمل وتحديد مدى تأثيره، وذلك من خلال إجراء خزعة الكبد بأخذ عينة من نسيج الكبد.

4. الموجات فوق الصوتية

يتم استخدام الموجات فوق الصوتية لإنشاء صورة للأعضاء داخل البطن، مما يسمح بإلقاء نظرة فاحصة على الكبد والأعضاء المجاورة. تكشف الموجات فوق الصوتية عن: 

  • تلف الكبد أو تضخمه.
  • أورام الكبد.
  • سوائل في البطن.

الوقاية من التهاب الكبد

يمكن الوقاية من التهاب الكبد من خلال عدم تعريض نفسك للظروف التي قد تسهل انتقال العدوى مثل التواصل الجسدي مع شخص مصاب، أو تناول مياه أو طعام ملوث. 

كما يمكن للقاحات حمايتك بشكل فعال من العديد من فيروسات التهاب الكبد: 

  • لقاح التهاب الكبد A: عبارة عن سلسلة من جرعتين، يبدأ معظم الأطفال في التطعيم في سن 12 إلى 23 شهرًا، ويتوفر أيضًا للبالغين.
  • لقاح التهاب الكبد B: يتم إعطاء هذا اللقاح لجميع الأطفال حديثي الولادة. يتضمن سلسلة من ثلاثة لقاحات تعطى خلال الأشهر الستة الأولى من الطفولة. يمكن أن يمنع التطعيم ضد التهاب الكبد B أيضًا التهاب الكبد D.

أما فيما يخص التهاب الكبد C أو E فلا يوجد حاليًا أي لقاحات ضدهما.