ما هي جلطة القلب؟

تحدث جلطة القلب أو ما يطلق عليه علميا بـ “النوبة القلبية” Heart attack عند توقف إمداد القلب بالدم فجأة وذلك بسبب تجلط الدم blood clot. يطلق على هذه الحالة الطبية كذلك “احتشاء عضلة القلب” myocardial infarction. 

عند توقف إمداد القلب بالدم وحدوث جلطة القلب، قد يتم إتلاف عضلة القلب بشكل خطير مما يهدد الحياة.

ومن أجل التعرف بشكل صحيح على ما هي الجلطة القلبية، يجب التفريق بينها وبين السكتة القلبية:

حسب The Heart Foundation، تحدث جلطة القلب/ النوبة القلبية عند انسداد الشريان الذي يمد القلب بالدم. يكون الشخص المصاب بجلطة القلب واعيًا ويشكو من بعض الأعراض.

لكن، السكتة القلبية تعني توقف القلب عن النبض بشكل كامل، وفقدان الوعي، وعدم القدرة على التنفس.

أسباب جلطة القلب

حسب المعهد الوطني للقلب والرئة والدم NHLBI، من بين أكثر أسباب جلطة القلب شيوعا:

1. انسداد الشرايين التاجية: حالة طبية تحدث عند انسداد الأوعية الدموية الرئيسية التي تنقل الدم إلى القلب. لكن كيف يحدث ذلك؟

  • تتراكم الترسّبات الدهنية (الكوليستيرول) التي تؤدي إلى تكوين مواد تسمى اللويحات.
  • عند تمزق إحدى هذه اللويحات يترسب الكولستيرول ومواد الأخرى إلى مجرى الدم. 
  • يؤدي هذا الترسب إلى حدوث جلطة دموية في موقع التمزق. 
  • تمنع الجلطة الدموية تدفق الدم عبر الشريان التاجي، أي انسداد. وبالتالي افتقار القلب إلى الأكسجين، ما يطلق عليه علميا نقص التروية.

وبالإضافة إلى انسداد الشرايين التاجية، هناك أسباب أخرى تؤدي إلى جلطة القلب:

2. تجلط الدم blood clot: يمنع تجلط الدم وصول الدم إلى القلب، مما يؤدي إلى الجلطة القلبية.

3. تشنج الشريان التاجي: الأسباب الرئيسية خلف تشنج الشريان التاجي هي تعاطي المخدرات، وتدخين التبغ. وهي حالة تؤدي إلى توقف تدفق الدم إلى جزء من عضلة القلب.

4. كوفيد-19: قد يؤدي فيروس كورونا كذلك إلى إلى إتلاف القلب بطرق تؤدي إلى جلطة القلب.

بالإضافة إلى أسباب جلطة القلب الرئيسية، هناك عدة عوامل تساهم في حدوث نوبة قلبية، من بينها: 

5. الإصابة بأمراض وحالات طبية قد تؤثر على صحة قلبك، مثل: 

  • زيادة الوزن والسمنة.
  • مرض السكري.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
  • ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم.

6. عادات الحياة غير الصحية، مثل: 

  • الخمول وعدم ممارسة التمارين الرياضية.
  • اتباع نظام غذائي غير صحي: من خلال تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة أو الصوديوم.
  • التدخين.

أهم أعراض جلطة القلب قبل حدوثها

الكثير منا سبق له أن شعر بأعراض مثل وخز في الصدر، أو نبض متسارع! والتي قد تكون إحدى أهم أعراض جلطة القلب قبل حدوثها، وتستوجب عدم الانتظار والإسراع إلى أقرب مستشفى أو طلب الإسعاف قبل حدوث نوبة قلبية.

بعض النوبات القلبية قد تأتي بشكل مفاجئ وأعراض شديدة، وفي بعض الحالات قد تبدأ ببطء، مع ألم خفيف أو انزعاج. فيما يلي أهم أعراض الجلطة القلبية:

1. ضغط وألم في الصدر 

في معظم الحالات، تتضمن أعراض جلطة القلب الشعور بعدم الراحة في منتصف الصدر أو في الجانب الأيسر منه، وتستمر لبضع دقائق، كما أنها قد تختفي وتعود. وقد تشمل الأعراض في صدرك:

  • الضغط غير المريح.
  • الامتلاء.
  • الألم.

2. ضيق في التنفس

يمكن أن يحدث ضيق في التنفس مع أو بدون انزعاج في الصدر، فإذا اعتدت على بذل مجهود بدني دون أي مشاكل، لكن مؤخرا أصبح صعود الدرج بالنسبة لك أمرا صعبا فيجب عليك طلب المساعدة الطبية. قد يكون ذلك علامة على أن قلبك في خطر. 

3. الإرهاق

الإرهاق هو علامة بارزة عند النساء على حدوث جلطة القلب! بغض النظر عن أن الإرهاق بعد ليلة بلا نوم أو يوم متعب يعتبر أمرا طبيعيا، إلا أن المرأة يمكنها أن تشعر بالإرهاق لمدة شهر قبل تعرضها لأزمة قلبية. 

4. الشعور بالدوار أو الدوخة والغثيان

الشعور بالدوار أو الدوخة والغثيان قد يكون بسبب العديد من العوامل الغير خطيرة، لكن يصبح الدوار والغثيان علامة على جلطة القلب عندما تأني مصحوبة بـ: 

  • ألم في الصدر.
  • ضيق في التنفس.

5. اضطراب في ضربات القلب

تبدأ الاضطرابات في ضربات القلب عندما يفتقر إلى الدم المليء بالمغذيات، مما يؤدي إلى الإحساس بالخفقان. لذلك، فور شعورك بخفقان القلب اتصل بالطبيب على الفور.

6. مشكلات في الجهاز الهضمي

مشكلات في الجهاز الهضمي مثل القيء أو التجشؤ قد تكون من بين أعراض جلطة القلب، والتي تظهر عند عدم تلقي القلب ومناطق أخرى من الجسم إمدادًا كافيًا من الدم. 

وهي من بين الأعراض التي قد يساء فهمها، ويتم تشخيصها على أنها ارتداد حمضي أو حرقة في المعدة، لذلك من الضروري توخي الحذر وزيارة الطبيب خاصة إذا كنت تعاني من أمراض القلب. 

7. كثرة التعرق

يعتبر كثرة التعرق، خاصة العرق البارد أو المفرط من بين الأعراض الشائعة للجلطة القلبية. حيث يقوم الجهاز العصبي بتنشيط استجابة “القتال أو الهروب” التي تضعك في وضع البقاء على قيد الحياة، والتي تؤدي إلى التعرق.

8. آلام في جميع أجزاء الجسم

قد تحدث أعراض الجلطة القلبية في أماكن أخرى من الجسم غير الصدر، مثل الظهر أو الكتفين أو الذراعين أو الرقبة أو الفك. 

عندما تكون هناك مشكلة في القلب، قد يؤدي ذلك إلى تحفيز الأعصاب لإعطاء إشارة إلى وجود خطأ ما، وستشعر بالألم. 

اختلاف أعراض الجلطة القلبية بين الرجال والنّساء

بعد التطرق لأعراض الجلطة القلبية قبل حدوثها، فيما يلي اختلاف أعراض الجلطة القلبية بين الرجال والنّساء:

  • ألم الصدر عند الرجال، يأتي على شكل انضغاط على الصدر. أما عند النساء، فيكون الألم حارقا. 
  • تظهر الأبحاث أن حوالي نصف النساء لا يعانين من ألم في الصدر كعرض من أعراض الجلطة القلبية.

تتميز المرأة، بأعراض مثل:

  • التعب.
  • آلام الظهر بين لوحي الكتف.

هناك أعراض تظهر فقط عند الرجال، وتشمل ما يلي:

  • آلام الظهر.
  • آلام المعدة.
  • ألم في البطن.
  • ألم في أحد الذراعين أو كليهما.

يتشابه كل من الرجال والنساء في الأعراض التالية: 

  • ضيق في التنفس.
  • ألم الكتف.
  • التعرق.
  • الغثيان.

ماذا تفعل عند التعرض لجلطة قلبية؟

عند التعرض لجلطة قلبية، اتخذ الإجراءات اللازمة على الفور. وقم باتبِاعْ الخطوات التالية:

  • اطلب المساعدة الطبية الطارئة.
  • تَناوَل الأسبرين (إذا لم تكن تعاني من حساسية تجاهه).

مضاعفات النوبة القلبية:

  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • السكتة القلبية.
  • الصدمة القلبية: بسبب تضرر عضلات القلب وعدم تمكنها من التقلص بشكل صحيح لتزويد القلب بما يكفي من الدم.
  • تمزق القلب: حيث تنفصل عضلات القلب أو جدرانه أو صماماته.

تعتبر مضاعفات النوبة القلبية سببا رئيسيا للوفاة، وذلك إما بعد الوصول إلى المستشفى، أو بعد مدة من الإصابة بنوبة قلبية.

علاج جلطة القلب

خلال الوقت الذي ينتظر فيه المريض وصول الإسعاف، يمكنه اتباع بعض الإجراءات لتخفيف الأعراض، مثل: مضغ قرص من الأسبرين ثم ابتلاعه ( 300 مجم)، شريطة أن لا يكون للمريض حساسية تجاه الأسبرين. حسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية، فإن الأسبرين يساعد على: 

  • جريان الدم.
  • تحسين تدفق الدم إلى القلب.

بعد الوصول إلى المستشفى، هناك طريقتان رئيسيتان لعلاج جلطة القلب، هي:

استخدام الأدوية لإذابة جلطات الدم

1. الأسبرين: يمنع من تكوين المزيد من الجلطات الدموية. 

2. النتروجليسرين أو النترات

  • يسهل عملية ضخ الدم، ويحسن تدفق الدم عبر الشرايين التاجية. 
  • يعالج أيضًا آلام الصدر. 

3. الأدوية الحالة للتخثر Thrombolytic medicines

  • تساهم في إذابة الجلطات الدموية التي تسد الشرايين التاجية. 
  • قد تسبب هذه الأدوية مشاكل نزيف. 

4. الأوكسجين

  • يتم إعطاؤه من خلال قناع الوجه والأنابيب الموضوعة في الأنف.
  • يتم استخدامه في حالات انخفاض مستويات الأكسجين في الدم بشكل كبير.
  • يتم إعطاء الأكسجين في المستشفى أو في المنزل. 

يسبب الأوكسجين آثارًا جانبية، مثل: 

  • الجفاف.
  • الدم في الأنف.
  • التعب.
  • الصداع.

5. حاصرات مستقبلات بيتا، تساعد على

  • استرخاء عضلة القلب. 
  • إبطاء نبض القلب. 
  • تقليل ضغط الدم. 

يمكن لحاصرات مستقبلات بيتا الحيلولة دون حدوث أزمات قلبية مستقبلية.

علاج جلطة القلب بالجراحة

قد يُتخذ أحد هذه الإجراءات – بجانب الأدوية – لعلاج نوبتك القلبية:

  • رأب الأوعية التاجية: يوجه الأطباء أنبوبًا طويلًا رفيعًا عبر الشريان التاجي في الفخذ إلى أحد شرايين القلب المسدودة. يحتوي الأنبوب على بالون يُنفخ بمجرد تمركزه في الموضع المحدد ليفتح الشريان التاجي المسدود. 
  • جراحة مجازة الشريان التاجي: عبارة عن خياطة الأوردة الموجودة خلف الشريان التاجي المسدود، من أجل السماح بتدفق الدم إلى القلب. في بعض الحالات تجرى هذه العملية وقت الإصابة بجلطة القلب، وفي بعض الحالات بعد التعافي من النوبة القلبية التي تعرضت لها.

الأكل المناسب لمريض جلطة القلب

يجب على مريض جلطة القلب اتباع نظام غذائيّ صحي للقلب من أجل تفادي تضيّق شرايين القلب، وذلك من خلال الابتعاد عن: 

  • الدهون المشبَّعة.
  • الدهون المتحولة.
  • الكوليستيرول.
  • الملح لأنه يرفع ضغط الدم. 

تناول الأكل المناسب لمريض جلطة القلب، ويتضمن: 

  • البروتين الخفيف الدهن، كالأسماك والبقوليات، والفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يجب عليك زيارة الطبيب فور الشعور بأبسط عرض من أعراض جلطة القلب، ولا تتجاهلها وتنتظر حتى تصبح شديدة. 

إذا كنت تعاني من مرض القلب، وتشعر بالقلق حيال ذلك فتحدث إلى طبيبك. كما يمكنك إجراء العديد من التغييرات على نمط حياتك والتي قد يوجهك الطبيب بخصوصها من أجل الحفاظ على صحة قلبك.

هل يشفى مريض جلطة القلب؟

يشفى معظم مرضى الجلطات القلبية في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أشهر حسب شدة الجلطة القلبية. ويظل الطبيب وحده قادرا على تحديد متى يمكن للمريض العودة إلى نظام حياته العادي.