ما هو الورم الدبقي

يعد الورم الدبقي (Glioma) نوع شائع من الأورام الدماغية، حيث يتكون هذا الأخير في الخلايا الدبقية (الخلايا الغروية الداعمة) التي تحيط بالحبل الشوكي والخلايا العصبية، مما يساعدها على العمل بشكل صحيح.

وغالباً ما تظهر الأورام الدبقية عند الأشخاص البالغين، ومن المرجح أن تحدث عند الرجال أكثر من النساء.

 أنواع الورم الدبقي

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الأورام الدبقية وتشمل:

  •  الأورام النجمية

تبدأ الأورام النجمية في خلايا المخ، تتضمن الورم النجمي، والورم الكشمي النجمي، والورم الأرومي، تنمو الأورام النجمية من الدرجة الأولى بشكل بطيء، في حين أن أورام الدرجة 4، وهي أعلى درجة، تنمو بشكل أسرع.

  •  الأورام البطانية العصبية

تبدأ هذه الأورام في الخلايا البطانية العصبية، وهي نوع من الخلايا الدبقية، وعادةً ما تتكون في بطينات الدماغ أو النخاع الشوكي، وتنتشر من خلال السائل الدماغي الشوكي (السائل الذي يحيط بالمخ والحبل الشوكي )، تحدث الأورام البطانية  العصبية في الغالب عند الأطفال من البالغين.

  •  الأورام الدبقية قليلة التغصُّن

تنتشر هذه الأورام بطريقة مشابهة للأورام النجمية، إلا أنها بطيئة النمو، لكن يمكن أن تصبح أكثر عدوانية بمرور الوقت، مثل الأورام البطانية العصبية، تمثل الأورام الدبقية قليلة التغصُّن حوالي 1٪ إلى 2٪ من جميع أورام الدماغ.

أسباب الورم الدبقي

لا يوجد سبب واضح للورم الدبقي لكنه قد يرتبط بعوامل وراثية أو عوامل بيئية.

عوامل خطر الورم الدبقي

يمكن لعامل السن أن يزيد من خطر الإصابة بالورم الدبقي، إذ تعتبر الأورام الدبقية من بين الأورام الأكثر شيوعاً عند البالغين، إلا أنه  يمكن لبعض الأورام الدبقية، مثل الأورام البطانية العصبية والأورام النجمية، أن تنتشر لدى الأطفال والشباب،كما أن التعرض للعلاج الإشعاعي المُستخدم في معالجة السرطان، والاشعاع الناتج من القنابل الذرية يتسبب في حدوث الأورام الدماغية.

ومن المحتمل الإصابة بالورم بسبب  الاضطرابات الوراثية والتعرض لمادة كلوريد الفينيل (هو عبارة عن غاز عديم اللون سريع الاشتعال).

 أعراض الورم الدبقي

تتمثل أعراض الورم الدبقي في مايلي:

  •  تغييرات في الرؤية أو فقدان الرؤية 
  •  صداع
  •  نوبات
  •  صعوبة التوازن 
  •  الشلل النصفي
  •  فقدان الذاكرة
  • سلس البول
  • صعوبة في الكلام 
  •  الغثيان أو القيء
  • الارتباك وخلل في وظيفة المخ  
  •  تشنجات
  • دوار  

            هل الورم الدبقي خطير؟ 

تعتبر الأورام الدماغية بطبيعتها خطيرة، ويمكن أن تكون مهددة للحياة كونها تأخذ مساحة من التجويف الموجود داخل الجمجمة، وتنمو بسرعة كبيرة جداً داخل الدماغ، يمكن أن تساعد العلاجات في إبطاء تقدم الورم  وتقليل وأعراضه.

اقرأ أيضاً:ما هو الورم الشحمي؟ وهل يجب إزالته؟

 المضاعفات

يمكن أن يُحدث  الورم الدبقي اعتلال الأوعية الدموية مما قد يؤدي الى السكتة الدماغية، كما يمكن أن يؤثر هذا الورم على وظيفة المخ ويكون مهدداً للحياة حسب موقعه وحجمه، وذلك راجع إلى العلاجات الإشعاعية والكيميائية التي خضع لها المريض. 

ويمكن أن يتسبب في الانصمام الخثاري الوريدي والشرياني (جلطة دموية تحدث داخل الوعاء الدموي، مما يعيق تدفق الدم).

من المحتمل أن تقل المضاعفات، في حال تشخيص الحالة بشكل مبكر والحصول على العلاج المناسب.

 تشخيص الورم الدبقي

تعتمد الاختبارات التشخيصية للورم الدبقي على:

          الفحص العصبي

يتم في هذا الفحص اختبار الرؤية والسمع والكلام والقوة، والتوازن والتنسيق وردود الفعل والذاكرة.

          الفحوصات التصويرية

يتم في الغالب إجراء التصوير بالرنين المِغناطيسي (MRI) لتحديد أورام المخ، حيث يتم حقن صبغة (مادة التباين) خلال الوريد في الذراع أثناء التصوير بالرنين المِغناطيسي للمساعدة في إظهار الاختلافات الموجودة في أنسجة المخ.

كما يتم استخدام التصوير المقطعي المحوسب (CT) لتشخيص أورام الدماغ، وفي الحالات التي تظهر فيها كتلة غير طبيعية في فحوصات التصوير يتم إعتماد الخزعة وهي تحليل عينة من الأنسجة، للتحقق من نوع الورم ودرجته.

علاج الورم الدبقي

يعتمد أسلوب علاج الورم الدبقي على  موقع الورم ونوعه وحجمه، وما إذا كان المريض قد تلقى علاجاً سابقاً لسرطان الدماغ . وتشمل العلاجات مايلي:

           الجراحة

تعتبر الجراحة الخطوة الأولى لعلاج الأورام الدبقية، ويتم من خلالها إزالة الورم اعتمادا على حجمه وموقعه، في بعض الحالات لا يمكن فصل الأورام عن النسيج المحيط بها، أو عند وقوعها بالقرب من مناطق حساسة في الدماغ؛ مما يجعل إجراء العملية الجراحية أمرًا خطيراً. 

وتستخدم مجموعة من التقنيات الجراحية لحماية أكبر قدر ممكن من أنسجة الدماغ الصحية أثناء استئصال الورم.

        العلاج الإشعاعي

عادةً ما بتم الخضوع للعلاج الإشعاعي بعد الجراحة، وخاصة في حالات الأورام الدبقية ذات الدرجة العالية، ويستخدم العلاج الإشعاعي جرعات قوية من الإشعاع لتدمير الأورام، مثل الأشعة السينية أو البروتونات..، وتشمل خيارات العلاج الإشعاعي:

  •  المعالجة الكثبية وهي نوع من العلاج الإشعاعي، المستخدم في علاج أنواع مختلفة من السرطان، ويتم من خلاله إصدار إشعاعات قريبة من الورم لعلاجه، دون الإضرار بالأنسجة المجاورة.
  •  استخدام العلاج الإشعاعي التوافقي بالبروتونات بدلاً من الأشعة السينية كمصدر للإشعاع، حيث تقوم هذه التقنية، بنقل الإشعاع بمجرد وصول حزم البروتون إلى الورم، تسبب هذه التقنية  أضرارًا أقل من الأشعة السينية على الأنسجة المحيطة.
  •  استخدام أجهزة الكمبيوتر لضبط وصول العلاج الإشعاعي إلى موقع الورم.

        العلاج الكيميائي 

يقوم العلاج الكيميائي على استخدام الأدوية المضادة للسرطانات والتي تعمل على تدمير خلايا الورم، قد يؤخذ هذا العلاج عن طريق الفم عن طريق الوريد، ويستخدم في الغالب العلاج الكيميائي تزامناً مع العلاج الإشعاعي لعلاج الأورام الدبقية.

تعتمد الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي على جرعة ونوع الإشعاع المستخدم، وتشمل الآثار الجانبية الشائعة الغثيان والصداع وفقدان الشعر، والحمى.

اقرأ أيضاً:ماذا نعرف عن مرض الورم العصبي الصماوي في البنكرياس الذي خطف حياة ستيف جوبز؟

        العلاج الدوائي

تركز العلاجات الدوائية الموجهة على علاج خلايا سرطانية محددة، باعتماد أدوية مضادة للأورام، والذي يتم حقنها في الوريد لمنع  تدفق الدم إلى الورم، ومنع تكوين الأوعية الدموية الجديدة، وقتل الخلايا السرطانية.

       هل الورم الدبقي خبيث أم حميد؟

تُصنف الأورام الدبقية بناءاً على درجتها وسرعة انتشارها، فمن الممكن أن تكون الأورام الدبقية حميدة أو خبيثة، إذ تحتوي الاورام الخبيثة على خلايا سريعة النمو والانتشار، وعادةّ ما تغزو الدماغ وأجزاء أخرى من الجسم، في حين قد تحتوي الأورام الدبقية الحميدة على خلايا غير ضارة محدودة الانتشار.

    ما هي نسبة الشفاء من الورم الدبقي؟

تختلف معدلات البقاء على قيد الحياة للأورام الدبقية حسب نوع الورم ودرجته وعمر الشخص المصاب، حيث أظهرت بعض الدراسات أن متوسط معدل البقاء يتراوح ما بين 12الى18، شهر لحالات الورم الدبقي من الدرجة الرابعة، كما يعيش 25٪ فقط من المرضى لأكثر من عام، بينما يعيش 5٪ فقط من المرضى على مدار أكثر من خمس سنوات.

طرق الوقاية

لا توجد إجراءات واضحة للوقاية من المرض، لكن يمكن تجنب عوامل الخطر كأسلوب من أساليب الوقاية.