تضخم الثدي عند الرجل هو انتفاخ قد يلحق بأحد الثديين أو الاثنين معا في الوقت ذاته، وهي الحالة الأكثر شيوعا، وذلك بسبب تكاثر حميد لخلايا أنسجة الغدد الثديية نتيجة اضطراب هرموني الأندروجين (التستوستيرون) والاستروجين.

لكن يجب التمييز بين تضخم الثدي وترسب الدهون فقط على مستوى الثدي بسبب الزيادة في الوزن من جهة، وبين تضخم الثدي وسرطان الثدي عند الرجل من جهة أخرى، والذي يهم في أغلب الأحيان جانبا واحدا فقط.

إذا ظهر تضخّم على مستوى الثديين، فإنها إشارة إلى وجود خلل هرموني وجب تبين سببه، والذي قد يوصلنا في نهاية الأمر لاكتشاف ورم سرطاني للخصيتين على سبيل المثال.

لمعرفة المزيد حول سرطان الثدي عند الرجل يمكنك قراءة المقال التالي: “سرطان الثدي ليس حكرا على النساء.. يمكن أن يصيب الرجال أيضاً!”

أسباب تضخم الثدي عند الرجال:

يحدث تضخم الثدي عند الرجل إما لأسباب فيزيولوجية أو غير فيزيولوجية، كالأعراض الجانبية لبعض الأدوية والأمراض التي ينتج عنها إخلال بالتوازن بين هرموني الأندروجين والاستروجين.

من الأسباب الفيزيولوجية نجد أن تضخم الثدي يصيب ما بين 60 و90% من حديثي الولادة وهو تضخم عابر، وكذا من 50 إلى 70% من المراهقين (13 – 14 سنة)، بسبب تأخر إنتاج الأندروجين في بداية سن البلوغ، لكنه يختفي تدريجيا في بضعة أشهر، ما عدا بعض الحالات الشاذة (10%) التي يتجاوز فيها المراهق سن 18 سنة حيث يجب إجراء فحص سريري  للتأكد من عدم وجود ورم بالخصيتين. الأمر نفسه يسري على الأشخاص فوق 50 سنة بنسبة تفوق 50%، نظراً لارتفاع نسبة الدهون في الجسم وانخفاض إنتاج الخصيتين لهرمون التستوستيرون.

أما الأسباب الغير فيزيولوجية فهي متعددة ويصعب تحديدها في أغلب الأحيان، إذ حوالي 25% من تضخم الثدي تظل دون تشخيص سببي، و25% سببها الأعراض الجانبية لبعض الأدوية التي لها أعراض جانبية تتسبب في اختلال توازن هرموني الأندروجين والأستروجين في الدم، وفي المرتبة الثالثة والرابعة نجد تليف الكبد 8% والقصور الكلوي 1%.

طرق العلاج:

بالنسبة للحالات الفيزيولوجية يجب فيها التريث، وذلك لقابليتها للشفاء دون تدخل طبي أو جراحي، كالتي عند حديثي الولادة والمراهقين كمرحلة أولى، ثم بعد ذلك التوجه للعلاج الطبي عن طريق هُلاَمَة (جيل) الأندركتيم، والجراحي إن استدعى الأمر ذلك، وفي حالة استمرار التضخم بعد سن 18 سنة أو في حالة انزعاج نفسي للمراهق.

أما بخصوص الحالات المرضية فالأنسب هو علاج السبب الرئيسي، كالقصور في الغدة النخامية أو غدة ما تحت المهاد، حيث يتم تعويض النقص في إنتاج التستوستيرون ومن ثم تراجع التثدي.

وفي هذا الصدد ينقسم العلاج إلى شقين، الأول العلاج الطبي الذي يحبذ أن يتم خلال 6 و 12 شهرا الأولى ما إن يبدأ تضخم الثدي، وتعد هذه الفترة الأمثل لنجاح العلاج لكون النسيج الغددي في فترة تكاثر والتهاب مسؤول عن آلام خفيفة أحيانا، أما عند تجاوز هذه المرحلة أو فشل العلاج الطبي يتم اللجوء للجراحة التقويمية (التجميلية) لاستئصال النسيج الغددي من الثدي عن طريق فتح صغير للغاية بجوار الحلمة، مع شفط الدهون عند الحاجة لذلك.

تضخم الثدي شائع يهم عدة فئات عمرية، منه ما هو فيزيولوجي ومنه ما هو مرضي نتيجة مضاعفات جانبية للأدوية أو خلل في التوازن بين هرموني الأستروجين والأندروجين (التستوستيرون)، كما يعد عَرَض حميدا في أغلب الأحيان إلا أنه قد يكون العَرَضُ الوحيد لاختلال هرموني يفضي بنا لاكتشاف مرض على مستوى الغدد أو ورم حميد أو خبيث، من هنا نتبين أهمية الكشف الطبي.

تحرير: عثمان المعطاوي
تدقيق علمي: د. نسيبة اليعكوبي