ما هي ازدواجية القضيب؟

ازدواجية القضيب أو (diphallia ) هو تشوه خلقي نادر جدا، يلاحظ مرة من بين 5.5 مليون ولادة، في العالم بأسره هناك فقط 100 حالة معلنة.

يمكن أن يكونا القضيبان بنفس الحجم ويؤديا وظيفتهما بشكل طبيعي، كما يمكن أن يكون أحد العضوين أو كلاهما غير مكتملي النمو أو غير قادرين على القيام بوظيفة التبول أو القذف.

قد تكون ازدواجية القضيب تشوها معزولا، لكن في غالب الأحيان تكون مقرونة بمجموعة من التشوهات الخلقية التي تزيد غالبا من خطورة المشكل: كازدواجية  المثانة و الإحليل وكيس الصفن والتشوهات الكلوية والشرجية والمعوية وحتى تشوهات العمود الفقري.

تكمن خطورة الحالة أساسا في التشوهات المصاحبة لهذه الحالة المرضية، والتي تحدد درجة تعقيدها مآل المريض، فالتشوهات، وخصوصاً تلك المتموقعة في الجهازين الهضمي والبولي، تسبب التهابات تعفنية متكررة تؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات لدى المصابين بازدواجية القضيب مقارنة بغيرهم.

قضيبان مع ازدواجية كيس الصفن

درجة الانتصاب في حالات ازدواجية القضيب تختلف بشكل كبير، عادة ما يكون أحدهما أو كلاهما، قادرين على الانتصاب. وفي بعض الحالات الأكبر سنا لوحظ انتصاب القضيبين بشكل متزامن وأحيانا لوحظ أن القذف يتم في نفس الوقت أيضاً.

يُرجّح أن ازدواجية القضيب تحدث خلال مراحل التطور الجنيني للقضيب بين الأسبوع الثالث والسادس من الحمل، لكن التفسير الدقيق للتشوه يبقى غامضاً لأن درنة الأعضاء التناسلية -التي ستنمو فيما بعد لتعطي هذه الأعضاء- لا تكون مزدوجة في أي مرحلة من مراحل نموها.

تكون الخريطة الصبغية في هذه الحالة طبيعية، باستثناء حالة موثقة والتي ارتبطت بانتقال صبغي متوازن (balance translocation). اقترِح لاحقا أن العيوب في جينات التمايز الجنسي(homeobox genes) قد تكون متورطة في الإصابة بازدواجية القضيب و المتلازمات المرتبطة به .

طرق العلاج رغم صعوباتها

لا تتجلى صعوبة علاج هذه الحالات في تعقيد التدخل الطبي والجانب التجميلي فقط بل أيضاً بسبب ما تطرحه من أسئلة أخلاقية. تكتسي هنا الدراسة التشريحية الخارجية لهذه الحالات المرضية أهمية مفصلية، فهي أولاً تساعد في تصنيف درجة ازدواجية القضيب ومن تمة تساعد في اختيار العلاج المناسب إما باستئصال القضيب المزدوج أو إعادة بنائه عن طريق تحديد درجة النمو و تشريح مجرى البول.  تُستخدم الموجات فوق الصوتية للمساعدة في تأكيد التشخيص، بالكشف عن عدد الأجسام الليفية ( corpora spongiosum) و الأجسام الكهفية ( corpora cavernosum) المشكلة لبنية القضيب والتشوهات المصاحبة لهما . أما تقنية الرنين المغناطيسي فقط جعلت من التعرف على الهياكل التشريحية الدقيقة أمراً ممكناً ومساعداً على اختيار التدخل الجراحي الأنسب.

علاج ازدواجية القضيب يتم جراحيا عن طريق استئصال القضيب المضاعف. ويعتمد اختيار العلاج المناسب بشكل أساسي على نوع التشوهات الخلقية المصاحبة، وكذلك على ضرورة اختيار إجراء جراحي يمكن من الحفاظ على التحكم في التبول وعلى وظيفة الانتصاب مما يجعل كل مُصاب حالة خاصة تتطلب تدخلاً خاصاً بها يراعي خصوصياتها.