كيف تنتقل عدوى الإيدز HIV-1 لغير المختون؟

إن التركيب الخلويّ لقلفة القضيب (جلد رقيق فضفاض خالي من الشعر وغني بالألياف العضلية يحمي ويغطي جزءاً من رأس القضيب) غني بمستقبلات فيروس الإيدز HIV-1 بالمقارنة مع قلّة هذه المستقبلات في حشفة القضيب (رأس القضيب). بالتالي فإنَّ إزالة هذه الخلايا الهدف منها هو تقليل (ليس منع) خطر الإصابة بفيروس الإيدز عند الذكور. 

يتكون القضيب غير المختون من:

  • جسم القضيب
  • حشفة (رأس القضيب)
  • صماخ مجرى البول 
  • السطح الداخلي والخارجي للقلفة 
  • اللجام (الشريط الرفيع الذي يربط القلفة الداخلية بالجانب البطني للحشفة)

تغطي الظهارة الحرشفية الطبقية المتقرنة جذع القضيب والسطح الخارجي للقلفة، حيث يوفر هذا حاجزًا وقائيًا ضد الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. في المقابل ، فإن سطح الغشاء المخاطي الداخلي للقلفة ليس متقرنًا وهو غني بخلايا لانجرهانز، مما يجعله عرضة بشكل خاص للفيروس. 

أثناء الجماع بين الجنسين يتم سحب القلفة للخلف أسفل عمود القضيب، ويتعرض السطح الداخلي بالكامل للقلفة للإفرازات المهبلية، مما يوفر مساحة كبيرة يمكن أن يحدث فيها انتقال فيروس نقص المناعة البشرية.

اقرأ أيضا: ما هو السن المناسب للختان؟

دراستان.. أدلة دامغة على التأثير الوقائي للختان!

احتلت القلفة (وهي قطعة جلد صغيرة يتم التخلص منها في بعض الثقافات) مركز الصدارة في المناقشات الأخيرة حول الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية. حيث اتفق الباحثين على أن إزالتها طريقة مثبتة للحد من انتشار فيروس نقص المناعة البشرية في صفوف الرجال.

في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، أشارت ملاحظات على العديد من الرجال في إفريقيا إلى أن أولئك الذين تم ختانهم قد يكونون أقل عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية من الرجال الذين تركوا القلفة سليمة. ولاختبار الفرضية بشكل مؤكد، بدأ الباحثون تجارب سريرية على السكان المعرضين للخطر مع معدلات ختان منخفضة.

ركزت دراستان على شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عامًا في كينيا وجنوب إفريقيا، بينما ركزت دراستان على شريحة عرضية من الرجال الريفيين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 49 عامًا في أوغندا. تطوع أكثر من 11000 رجل للتجارب، مجموعة تلقت عملية الختان، ومجموعة لم تتلقى الختان وتؤجل الجراحة حتى نهاية الدراسة.

من خلال تتبع العدوى المكتسبة حديثًا في كلتا المجموعتين، اكتشف الباحثون أن الختان خفض معدلات انتقال فيروس نقص المناعة البشرية بنسبة 55 إلى 65 بالمائة. مما أدى إلى إنهاء الدراسات مبكرًا بسبب الأدلة الدامغة على التأثير الوقائي للختان.

يقول رونالد جراي ، رئيس الدراسة في تجربة أوغندا وعالم الأوبئة في كلية جونز هوبكنز بلومبيرج للصحة العامة في بالتيمور: “كان من المذهل أن التجارب كانت في ظروف مختلفة تمامًا، لكنها أسفرت عن نتائج متسقة”. 

يضيف ستين فيرموند، مدير معهد الصحة العالمية في كلية الطب بجامعة فاندربيلت في ناشفيل بولاية تينيسي: “كان هذا أكبر تأثير وقائي على الإطلاق بعد استخدام الواقي الذكري”.

لكن يبقى السؤال المحوري هو: لماذا؟

أسفر الفحص المجهري للقلفة عن أدلة مهمة لكشف فوائد الختان، حيث يوفر الجلد حاجزًا وقائيًا سميكًا يحتوي على الكيراتين – وهو بروتين بنيوي قوي يوجد أيضًا في الشعر والأظافر- لكن على السطح الداخلي للقلفة، تكون طبقة الكيراتين أرق بكثير، وتشبه البطانة الداخلية للفم أو الجفن.

يقول أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية في بيثيسدا بولاية ماريلاند، إن خلايا لانجرهانز عند الرجال غير المختونين- الخلايا المناعية التي تمثل الأهداف الأساسية لانتقال فيروس نقص المناعة البشرية- تتركز بشكل كبير بالقرب من سطح القلفة”. ويمكن لفيروس نقص المناعة البشرية الوصول بسهولة إلى هذه الخلايا في القلفة. بعد الإصابة، لا تعمل خلايا لانجرهانز فقط كخزانات لتكاثر الفيروس، ولكن أيضًا تنقل الفيروس إلى العقد الليمفاوية القريبة حيث ينتشر فيروس نقص المناعة البشرية إلى الخلايا المناعية الأخرى.

وأخيرا، على الرغم من التأثير الوقائي للختان، تظل الواقيات الذكرية مكونًا رئيسيًا للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، لأنه “لا توجد طريقة جراحية لإزالة كل القلفة الداخلية”، وهذا حسب روجر شورت، عالم الأحياء التناسلية بجامعة ملبورن في أستراليا.