ما هي الجلطة الدماغية؟
تحدث الجلطة الدماغية (Storke) عندما ينخفض تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، ما يمنع أنسجة الدماغ من الحصول على الأكسجين والعناصر المغذية، وبدء خلايا الدماغ بالموت خلال دقائق، يحدث هذا بشكل شائع بسبب انسداد الشريان أو النزيف في الدماغ.
يمكن أن تتسبب الجلطة الدماغية في تلف دائم في الدماغ أو إعاقة طويلة الأمد أو الموت.
هل الجلطة تأتي فجأة؟
قبل حدوث الجلطة تأتي علامات التحذير والتي تختلف من شخص لآخر، ولكنها تبدأ عادةً فجأة، نظراً لأن أجزاء مختلفة من الدماغ تتحكم في أجزاء مختلفة من الجسم، وتعتمد الأعراض على الجزء المصاب من الدماغ ومدى الضرر.
أعراض الجلطة الدماغية
1. أعراض الجلطة الدماغية قبل حدوثها
تشمل أعراض السكتة الدماغية ما يلي:
- شلل أو ضعف مفاجئ في الوجه أو الذراع أو الساق.
- مشاكل في التحدث أو صعوبة في فهم الكلام.
- صعوبة مفاجئة في الرؤية.
- صعوبة في المشي.
- صداع شديد أو دوار.
2. أعراض الجلطة الدماغية العابرة أو الصغرى
الأعراض المصاحبة للنوبة الإقفارية العابرة أو الجلطات الدماغية الصغرى هي نفس أعراض الجلطات الدماغية الرئيسية.
3. أعراض الجلطة الدماغية عند الشباب
على الرغم من أن جلطة الدماغ شائعة بين كبار السن، إلا أنها قد تصيب الشباب كذلك. وقد تتضمن أعراضها الدوخة، خدر في الجسم، صداع وصعوبة في الكلام.
4. أعراض الجلطة الدماغية عند النساء
تحدث جلطة الدماغ عند النساء نتيجة ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، أو استخدام أنواع معينة من موانع الحمل، أو في حالات استهلاك منتجات التبغ.
تختلف أعراض الجلطة الدماغية عند النساء مقارنة مع الرجال، من بين هذه الأعراض الضعف، والألم المفاجئ في الصدر، ضيق التنفس والغثيان.
5. أعراض الجلطة الدماغية عند كبار السن
كلما تقدم الشخص في العمر يزداد خطر إصابته بالجلطة، التي تظهر أعراضها عند كبار السن على شكل خدر في الوجه وحدوث مشاكل في الرؤية والكلام، والسلوك والصداع.
اقرأ أيضاً:دليلك الشامل حول أعراض أورام الدماغ الخبيثة وطرق علاجها
أسباب الجلطة الدماغية
يمكن أن تحدث الجلطة الدماغية نتيجة عدة أسباب بما في ذلك الإصابة بتصلب الشرايين، أو تخثر الدم، أو عيوب القلب بما في ذلك عيب الحاجز الأذيني وهو عيب خلقي في القلب يظهر على شكل ثقب في الجدار العضلي للقلب، أو عيب الحاجز البطيني وهو حالة خلقية تحدث فيها فتحة في الجدار بين الحجرتين السفليتين للقلب.
يعتمد سبب الجلطة الدماغية على نوعها، إذ تنقسم الجلطة الدماغية إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
-
الجلطة الدماغية الإقفارية
تحدث الجلطة الدماغية الإقفارية نتيجة ضيق الأوعية الدموية التي تمد الدماغ بالدم أو انسدادها، ما يتسبب في انخفاض شديد في معدل تدفق الدم (نقص التروية) وحدوث الجلطة الدماغية.
-
الجلطة الدماغية النزفية
يمكن أن تؤدي حالات النزف داخل الدماغ إلى العديد من الحالات التي تؤثر على الأوعية الدموية وتتسبب في الجلطة، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، وجود رواسب في جدران الأوعية الدموية.
-
النوبة الإقفارية العابرة (TIA)
تحدث هذه النوبة بشكل مؤقت بسبب انخفاض مؤقت في تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، لا تؤدي النوبة الإقفارية العابرة في الغالب إلى حدوث تلف دائم.
اقرأ ايضاً: ما الفرق بين السكتة والجلطة القلبية؟ وهل يمكننا تفادي وقوعهما؟
المضاعفات
تؤدي جلطة الدماغ إلى حدوث بعض المضاعفات التي تشمل فقدان السيطرة على الأمعاء والمثانة، ضعف الإدراك أو فقدان الذاكرة، حدوث الشلل أو فقدان حركة العضلات.
قد تؤثر الجلطة كذلك على التحكم في حركة عضلات الحلق والفم، ما يتسبب في حدوث صعوبات في التحدث بوضوح، أو البلع أو تناول الطعام، إضافة إلى تغيرات في السلوك والقدرة على الرعاية الذاتية.
إذا أثرت جلطة الدماغ على الجانب الأيمن من الدماغ، فقد يتأثر الجانب الأيسر من الجسم، بما في ذلك الوظائف الحركية والأحاسيس، وإذا أضرت بأنسجة الجانب الأيسر من الدماغ، فقد تتأثر بعض وظائف الجانب الأيمن من الجسم، وتحدث مشاكل في الكلام واضطرابات في السلوك.
تشخيص الجلطة الدماغية
يعتمد التشخيص بالأساس على إجراء:
1. الفحص البدني
يقوم هذا الفحص قياس ضربات القلب، وضغط الدم، واختبار الفحص العصبي لمعرفة مدى تأثير جلطة الدماغ على الجهاز العصبي.
2. فحوصات الدم
تتضمن فحوصات الدم، اختبارات فحص مدى سرعة تجلط الدم، للتحقق من مستويات السكر في الدم، وما إذا كنت مصاباً بعدوى أم لا.
3. الفحوصات التصويرية
تشمل الفحوصات التصويرية على ما يلي:
-
فحص التصوير المقطعي المحوسب
يرصد التصوير المقطعي المحوسب صورة مفصلة للدماغ، للتحقق من وجود نزيف أو ورم في الدماغ أو جلطة في الدماغ أو حالات طبية أخرى، قد يتم حقن صبغة في مجرى الدم لإظهار صورة أكثر تفصيلاً للأوعية الدموية الموجودة في الدماغ والعنق بتقنية التصوير المقطعي المحوسب.
-
فحص التصوير بالرنين المغناطيسي
يعمل التصوير بالرنين المغناطيسي على إطلاق موجات راديو قوية تنشئ صورة ثلاثية الأبعاد للدماغ، للكشف عن تلف الدماغ، كما يمكن اعتماد تصوير الشريان السباتي بالموجات فوق الصوتية، تعمل هذه الموجات على تكوين صور مفصلة لباطن الشرايين السباتية في العنق. ويوضح هذا الاختبار تراكم اللويحات وتدفق الدم.
في بعض الحالات يتم استخدام مخطط صدى القلب لتكوين صورة مفصلة للقلب. ويمكن باستخدام مخطط صدى القلب كشف مصدر الجلطات في القلب، التي قد تنتقل من القلب إلى الدماغ، وتسبب السكتة الدماغية.
علاج الجلطة الدماغية
يعتمد العلاج الطارئ على نوع الجَلطة التي يعاني منها الشخص، عادةً ما يتم علاج الجلطات الدماغية الإقفارية بالأدوية التي تمنع الجلطات الدموية، وخفض ضغط الدم وخفض مستويات الكوليسترول، أو يتم استئصال بطانة الشريان السباتي للتقليل من خطورة الإصابة لاحقاً.
ينطوي استئصال بطانة الشريان السباتي (زوج من الأوعية الدموية الموجودة على جانبي الرقبة والتي توصل الدم إلى الدماغ والرأس)، على بعض المخاطر، خاصة لدى الأشخاص المصابين بمرض القلب أو لديهم حالات طبية أخرى.
يرتكز العلاج الطارئ لجلطة الدماغ النزفية على التحكم في النزيف وتقليل الضغط الناجم عن السوائل الزائدة في الدماغ، إذا كانت منطقة النزيف كبيرة، فقد يتم إجراء عملية جراحية لإزالة الدم من الدماغ وتخفيف الضغط بداخله. يمكن كذلك استخدام الجراحة لإصلاح مشاكل الأوعية الدموية لدى الأشخاص المصابين بالسكتات الدماغية النزفية.
بعد تلقي العلاج سيخضع المريض للرعاية للتحقق من تأثير العلاج عليه.
طرق الوقاية من الجلطة الدماغية
إن معرفة الأعراض واعتماد نمط حياة صحي هو جزء من الوقاية، لتقليل الإصابة يجب خفض كمية الدهون المشبعة من النظام الغذائي، والحفاظ على وزن صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والإقلاع عن التدخين واستهلاك منتجات التبغ.
يجب كذلك التقليل من المشروبات الكحولية وعلاج حالات انقطاع النفس الانسدادي النومي وأمراض القلب.
متى تزور الطبيب؟
إذا لاحظت أي أعراض أو علامات تدل على الإصابة بجلطة الدماغ، فيجب التوجه إلى الطبيب في أسرع وقت. كلما أسرع الشخص في تلقي العلاج، كلما قل الضرر المحتمل.
الأسئلة الشائعة
هل جلطة الدماغ خطيرة ؟
تعد جلطة الدماغ حالة خطيرة تهدد الحياة بفعل المضاعفات التي من الممكن أن تظهر على المصاب إن لم يتلقّ التدخل العلاجي السريع.
هل تظهر الجلطة في تحليل الدم؟
تعتمد تحاليل الدم على فحص مدى سرعة تجلط الدم، وما إذا كان سكر الدم مرتفعاً أو منخفضاً.
أشارت بعض الدراسات إلى أن تحاليل الدم تُظهر الجزيئات البروتينية، التي يمكن أن تكون تؤدي إلى الإصابة بالجلطة الدماغية والقلبية.