ما هو الإلتهاب الرئوي

الإلتهاب الرئوي هو تورم الحويصلات الهوائية في إحدى الرئتين أو كلتيهما. عادة ما يحدث الإلتهاب الرئوي بسبب عدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية، حيث تمتلئ الحويصلات الهوائية بالقيح، مما يسبب السعال مع البلغم والحمى وصعوبة التنفس.

لكن، ما هي الحويصلات الهوائية؟ 

الحويصلات الهوائية هي أكياس هوائية صغيرة توجد في نهاية القصيبات، يتم فيها تبادل الأكسجين من الرئتين وثاني أكسيد الكربون من مجرى الدم. والقصيبات هي  أنابيب الهواء الصغيرة التي تتفرع عن القصبات الهوائية للرئتين.

إذا كان الإلتهاب الرئوي ناتجًا عن عدوى بكتيرية أو فيروسية، فيمكن نقله من شخص إلى آخر. كما يمكن لعادات الحياة غير الصحية أن تشكل عوامل خطورة للإصابة بالتهاب رئوي، مثل: التدخين وشرب الكحول.

يشكل الإلتهاب الرئوي خطورة أكبر على الرضع والأشخاص ما فوق 65 عامًا، والأشخاص الذين يعانون من أمراض أو ضعف المناعة.

أنواع الالتهاب الرئوي

هناك نوعين من الإلتهاب الرئوي: 

  • الإلتهاب الرئوي الفصي Lobar pneumonia:

يصيب جزءا محددا من الفص أو الرئة، وهو أكثر شيوعا بين البالغين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 50 عامًا. من بين أعراضه: السعال، الحمى، بصاق صديدي، احتقان.

  • الإلتهاب الرئوي القصبي Bronchial pneumonia: 

يصيب الإلتهاب الرئوي القصبي الحويصلات الهوائية في الرئتين والشعب الهوائية، وتتراوح أعراضه بين خفيفة وشديدة. وهو أكثر شيوعا بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات. من بين أعراضه: 

  • الحُمى.
  • صعوبة في التنفس.
  •  ألم في الصدر عند السعال أو التنفس بعمق.

وتعتبر العدوى البكتيرية هي السبب الأكثر شيوعًا الإلتهاب الرئوي القصبي، مثل: 

  • العقدية الرئوية.
  • الأنفلونزا المستديمة من النوع (Hib). 

بعد دخول الجراثيم إلى الشعب الهوائية والحويصلات الهوائية تبدأ في التكاثر، فينتج جهاز المناعة خلايا دم بيضاء لمكافحة هذه الجراثيم، مما يسبب التهابا رئويا.

أعراض الإلتهاب الرئوي

تختلف أعراض الإلتهاب الرئوي من شخص لآخر، حسب طريقة استجابة الجسم لنوع الجرثومة المسببة للعدوى، وعمر المريض، وصحته العامة. فيما يلي أكثر أعراض الإلتهاب الرئوي شيوعا:

  • الحمى.
  • التعرق.
  • القشعريرة.
  • ضيق في التنفس.
  • تنفس سريع.
  • سعال مع مخاط أخضر أو أصفر أو دموي.
  • ألم حاد أو وخز في الصدر يزداد سوءًا عند التنفس بعمق أو السعال.
  • فقدان الشهية.
  • انخفاض الطاقة والإرهاق.
  • الغثيان والقيء (عند الأطفال الصغار).
  • الارتباك (عند كبار السن).

هل الإلتهاب الرئوي معدي؟

نعم، يعتبر الإلتهاب الرئوي معديا مثل نزلات البرد تماما إذا تعلق الأمر بالفيروسات والميكروبات، لكنه ليس معديا إذا كان سببه هو استنشاق أنواع الأبخرة الكيميائية السامة.

فيما يلي أنواع الالتهاب الرئوي المعدي: 

  • الإلتهاب الرئوي الجرثومي Bacterial pneumonia
  • الإلتهاب الرئوي الفيروسي Viral pneumonia
  • الإلتهاب الرئوي التنفسي Aspiration pneumonia
  • المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA)
  • الإلتهاب الرئوي الجوال Walking pneumonia، والذي يمكن أن يكون شكلًا أخف من جرثومة المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين.

أسباب الإلتهاب الرئوي

تعتبر البكتيريا والفيروسات من بين أسباب الإلتهاب الرئوي السهلة الانتشار، حيث يمكن انتقالها عن طريق السعال والعطس أو عن طريق لمس الأسطح الملوثة. فيما يلي الأسباب الأكثر شيوعا:

1. العقدية الرئوية المؤدية إلى الإلتهاب الرئوي الجرثومي: يحدث عندما يضعف الجسم بسبب: 

  • المرض. 
  • سوء التغذية.
  • الشيخوخة.
  • ضعف المناعة.

يمكن أن يصيب الإلتهاب الرئوي الجرثومي جميع الأعمار، لكن الفئات الأكثر عرضة للإصابة به هي: 

  • المتعاطين للكحول.
  • المدخنين.
  • المصابون بالوهن.
  • من خضع لعملية جراحية.
  • المصابون بأمراض الجهاز التنفسي أو عدوى فيروسية.

2. الأنفلونزا، وغيرها من الفيروسات المؤدية إلى الإلتهاب الرئوي الفيروسي: وهي مسؤولة عن حوالي ثلث جميع حالات الإلتهاب الرئوي.

3. الميكوبلازما الرئوية المسببة للإلتهاب الرئوي الميكوبلازما: يسبب التهاب رئوي خفيف يصيب جميع الفئات العمرية.

مضاعفات الإلتهاب الرئوي

يمكن أن يؤدي الإلتهاب الرئوي إلى مضاعفات، لاسيما لدى الفئات التالية: 

  • البالغين الأكبر من 65 عامًا.
  • الأطفال في سن الثانية أو أقل.
  • الأشخاص الذين يعانون من حالة صحية كامنة أو ضعف في الجهاز المناعي. 

فيما يلي مضاعفات الإلتهاب الرئوي الأكثر شيوعا: 

  • خراجات الرئة: هي أكياس مليئة بالقيح تتكون داخل الرئتين.
  • متلازمة ضيق النفس الحادة (ARDS): تحدث عند تراكم السائل في الأكياس الهوائية في الرئتين، مما يمنعها من الامتلاء بالهواء الكافي، وعدم وصول الأكسجين لمجرى الدم. وهي حالة خطيرة تمنع حصول أعضاء الجسم على الأكسجين الضروري لوظائفها.
  • تسمم الدم: يحدث عندما تسبب العدوى استجابة مناعية مبالغ فيها تتسبب في تلف أعضاء وأنسجة الجسم. 
  • توقف التنفس: يحدث عندما يفشل التبادل الأساسي للأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الرئتين. 

تشخيص الإلتهاب الرئوي

من أجل تشخيص الإلتهاب الرئوي، سيقوم طبيبك بإجراء فحص بدني، وطرح بعض الأسئلة بخصوص تاريخك الطبي والأعراض التي تعاني منها.

إذا اشتبه طبيبك في إصابتك بإلتهاب رئوي، سوف يطلب منك إجراء واحد أو أكثر من الاختبارات التشخيصية التالية:

  • تحاليل الدم: للتأكد من الإصابة وتحديد الجراثيم المسببة للمرض.
  • اختبار البلغم: يتم إجراؤه على عينة من البلغم التي تؤخذ بعد السعال العميق، من أجل التعرف على مصدر العدوى.
  • التصوير بالأشعة السينية: للعثور على مكان الإلتهاب في الرئتين.
  • الفحص بالأشعة المقطعية: يتم اللجوء إليه من أجل الحصول على رؤية أفضل للرئتين.
  • تحليل غازات الدم الشرياني: يتم أخذ عينة دم من شريان معصمك، ثم قياس كمية الأكسجين فيه.
  • تنظير القصبات: يتم من خلاله فحص الممرات الهوائية في الرئتين للتأكد من عدم وجود انسداد.
  • مقياس التأكسج النبضي: قد يمنع الإلتهاب الرئوي رئتيك من نقل الكمية الكافية من الأكسجين إلى مجرى الدم، وبالتالي يمكن لهذا الفحص الكشف عن المرض من خلال قياس مستوى الأكسجين في الدم. 

علاج الإلتهاب الرئوي

يعتمد علاج الإلتهاب الرئوي على نوع الإلتهاب . في معظم الحالات، يتم علاج الإلتهاب الرئوي في المنزل، لكن الحالات الشديدة يتوجب علاجها في المستشفى. تشمل أهداف العلاج: علاج العدوى، ومنع المضاعفات.

العلاج الدوائي:

  • المضادات الحيوية، في حال كان الإلتهاب الرئوي ناتجا عن بكتيريا. يجب تناولها حتى استكمالها، على الرغم من البدء في الشعور بالتحسن خلال يومين. 
  • الأدوية المضادة للفيروسات، في حال كان لديك إلتهاب رئوي فيروسي.
  • الأدوية المضادة للفطريات، لعلاج الإلتهاب الرئوي الفطري. يتم تناوله هذا الدواء لعدة أسابيع لإزالة العدوى.
  • أدوية للتحكم في الأعراض (مثل: الحمى والسعال) في المنزل: الأسبرين (لا تعطى للأطفال) أو مضادات الإلتهاب غير الستيرويدية أو الأسيتامينوفين.
  • أدوية السعال، لا تتناولها دون استشارة الطبيب، لأن السعال وسيلة للتخلص من البلغم والشعور بالراحة. 
  • سوائل عن طريق الوريد.
  • العلاج بالأكسجين.

العلاج المنزلي:

بالإضافة إلى العلاج الذي سيصفه لك الطبيب يمكنك اتباع العلاجات المنزلية التالية للمساعدة على الشفاء:

  • شرب الكثير من السوائل للمساعدة على تفكيك الإفرازات وإخراج البلغم.
  • تناول المشروبات الدافئة.
  • استخدم الحمامات البخارية للمساعدة في فتح مجرى الهواء وتيسير التنفس. 
  • الابتعاد عن التدخين للسماح لرئتيك بالشفاء. 
  • الحصول على المساعدة في الأعمال التي تتطلب مجهودا بدنيا. 

كم مدة الشفاء من الإلتهاب الرئوي؟

قبل الإجابة عن تساؤل “كم مدة الشفاء من الإلتهاب الرئوي؟” يجب الإشارة إلى أن الشباب المتمتعين بصحة جيدة تكون لديهم فرصة الشفاء والتعافي خلال فترة أقصر من كبار السن والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة والأطفال. 

كما تؤثر العوامل التالية على فترة التعافي من الإلتهاب الرئوي:

  • عمر المريض.
  • صحة المريض العامة.
  • نوع الإلتهاب الرئوي.
  • طريقة الاهتمام بالنفس خلال المرض.

حسب المعهد الوطني للقلب والرئة والدم (NHLBI)، قد يستغرق الأمر لدى البعض أسبوعا إلى أسبوعين لكي يشعروا بالتعافي ويتمكنوا من العودة إلى روتينهم الطبيعي. 

وفي حالات أخرى قد يستغرق الأم شهرًا أو أكثر، وتظل الأعراض ظاهرة لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر من أول مرة شعرت فيها بالمرض عندما يكون الالتهاب مزمنا.

الوقاية من الإلتهاب الرئوي

حسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية يمكنك المساهمة في منع انتشار الإلتهاب الرئوي من خلال اتباع الاحتياطات الصحية البسيطة التالية:

  • غسل اليدين بانتظام، خاصة بعد لمس الأنف والفم وقبل تناول الطعام.
  • السعال والعطس في منديل ورقي، ثم رميها بعيدًا وغسل اليدين.
  • عدم مشاركة الأواني مع الآخرين.
  • الابتعاد عن التدخين لأنه يضر بقدرة الرئتين على مكافحة العدوى.
  • أخذ اللقاح في حالات: الأطفال، البالغين من 65 عامًا فأكثر، المرضى بحالات صحية طويلة الأمد، مثل أمراض القلب أو الكلى. يمكن أن يساعد الحصول على لقاح الأنفلونزا كل عام في الوقاية من الأنفلونزا والالتهاب الرئوي.
  • التطعيم ضد الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى الالتهاب الرئوي، بما في ذلك: الحصبة، جدري الماء، المستدمية النزلية، أو السعال الديكي.