مواقع البورنو تحتل مراتب الصدارة!

حسب موقع Alexa، المتتبع الرائد لحركة مرور الويب، فإنه من بين عشرات الملايين من المواقع الإلكترونية العالمية، يحتل أشهر موقع بورنوغرافي في العالم الرتبة 36، فإذا استبعدنا محركات البحث (غوغل وياهو مثلا) مواقع التسوق (أمازون) والمواقع القائمة على المحتوى الذي ينشئه المستخدم (Facebook و Instagram و YouTube و Reddit) وركزنا فقط على المواقع التي تنشر محتوى آخر، فإن هذا الموقع الإباحي الكبير يحتل المرتبة الرابعة خلف ويكيبيديا ومايكروسوفت ونتفليكس فقط.

دراسة.. كيف تجعلك مواقع البورنو مدمنا؟

تعمل المواد الإباحية على صرف انتباه الشخص عن خططه وتطلعاته، فعند استهلاكه المواد الإباحية تنخفض قدرته على التعامل مع أشكال المعاناة من أجل عيش حياة طبيعية. تماماً كما تفعله المخدرات والكحول، فمشاهدي المواد الإباحية يهربون من المشاكل التي تفرضها عليهم الحياة لأن هذه المواد المثيرة تحفز الدماغ على إفراز مواد كيميائية تخفف من تحملنا للقلق والملل وتؤدي إلى الإدمان. 

نشرت دراسة سنة 2016 في مجلة NeuroImage، والتي اعتمدت على التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لمشاهدي المواد الإباحية، وأظهرت الدراسة رصد نشاط مرتفع في المخطط البطني من الدماغ The ventral striatum عندما رأى المشاركون الذكور شيئًا جنسياً مثيرًا، مما يشير إلى أن نظام المكافأة في الدماغ كان يطلق الدوبامين عند رؤية هذه المواد الإباحية. 

من المعروف في الأوساط العلمية بأن الدوبامين هو المسؤول الرئيسي عن كل حالات الإدمان بما فيها إدمان المخدرات والقمار والجنس والمواد الإباحية، بحيث يبحث المدمنون بإستمرار عن الشعور الغامر بالنشوة والسعادة والمكافأة الذي يسببه هذا الهرمون والذي يعد أحد المحفزات الأساسية لتكرار عادات تشعرنا بالارتياح، في حين يؤدي انخفاضه إلى الشعور بالملل والخمول والابتعاد عن أنشطة قد يراها معظم الناس ممتعة ومريحة.

الإدمان على البورنو ليس سوى أول الطريق!

تعمل المواد الإباحية على تغيير نظرة مشاهديها إلى الحياة الجنسية، ويصبح المدمن على المواقع الإباحية في بحث مستمر ومضني وغير واقعي عن حياة جنسية متطابقة مع ما يشاهده في الأفلام البورنوغرافية، مما يؤدي به إلى إحباط كبير في حياته الجنسي. وهو ما تحدث عنه الدكتور نورمان دويدج الطبيب النفسي التابع لمصلحة الطب النفسي في جامعة تورونتو في كتابه الصادر عام 2007 بعنوان « الدماغ الذي يغير نفسه The Brain that changes itself ».

المواد الإباحية والعدوانية!

عند مشاهدة المواد الإباحية، التي غالبًا ما تجمع بين مجموعة متنوعة جداً من الميولات والصور الجنسية المختلفة، يتم تحفيز جميع التفضيلات الجنسية الكامنة خلال مشاهدتها، مما يؤدي إلى تطور شبكة عصبية جديدة في الدماغ أو يقوي شبكة موجودة. ولأن مشاهدة المواد الإباحية يتسبب في إفراز الدوبامين، وبالتالي يصبح النشاط ممتعًا بشكل مكثف، يجد المشاهد نفسه يكرره مرات ومرات، مما يقوي شبكة جديدة في الدماغ متعلقة بتفضيل جنسي معين، وهذا يؤدي إلى نوع جديد من النشاط الجنسي.

كما يستمر المشاهد في تطوير التسامح والتطبيع مع المواد الإباحية العنيفة والغريبة. لذلك إذا تم، على سبيل المثال، الجمع بين متعة التحرر الجنسي والصور العدوانية، سيتم بعد ذلك تعزيزها من خلال متعة الممارسات الجنسية السادية والمازوخية.

وأخيرا، ننصح متابعي منصتنا من مدمني المواد الاباحية أن يلتحقوا بحركة عالمية لمكافحة الإدمان على المواقع الإباحية عبر هاشتاغ #nofap، وشاركونا المواضيع التي ترونها مهمة حول هذه الظاهرة.