ما هو مرض الجدري؟ 

يعتبر الجدري (Smallpox) مرضا فتاكا ومعديا، تحدث الإصابة به بسبب فيروس الجدري المنتمي لأنواع الفيروسات المعروفة بـ (orthopoxvirus)، والتي تتضمن فيروسات أخرى مسببة لجدري البقر والقرود. كانت تنتج الإصابة بمرض الجدري عن وفاة 3 أشخاص من كل 10 مصابين، في حين عانى الباقون من مضاعفات صحية دائمة. ويُنصف من ضمن الأمراض الأكثر فتكا، نظرا لعدد الوفيات التي حصدها بالإضافة إلى سرعة انتشاره وانتقاله بين المصابين.

أعراض مرض الجدري 

كانت تتراوح مدة ظهور أعراض مرض الجدري على الشخص المصاب بين أسبوع و17 يوما منذ تعرضه للفيروس، وتشمل الأعراض التي يعاني من المصاب؛ الصداع، وارتفاع درجة الحرارة، التهاب الحلق، والضعف والتعب وآلام الظهر، كما يمكن للشخص أن يعاني من اضطرابات المعدة وآلام البطن.

تستمر شدة هذه الأعراض بين 3 و 4 أيام، يعاني بعدها المصاب مباشرة بظهور طفح جلدي على الوجه واليدين وباقي أعضاء الجسم بما في ذلك الأنف والفم، على شكل بثور ذات سوائل وقيح، والتي تجف مشكلة قشرة على جلد المصاب.

كيف يبدأ الجدري بالظهور؟ 

يبدأ الجدري بالظهور على شكل أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا والتي تشمل صداع الرأس والحمى والقشعريرة والغثيان والتقيؤ، ليتطور بعد أيام قليلة من المعاناة من هذه الأعراض إلى التسبب في ظهور نتوءات وتقرحات مملوءة بالقيح في مختلف أعضاء الجسم، وهو ما يجعله سهل الانتقال وشديد العدوى حتى عندما تجف البثور وتصبح على شكل قشور.

أسباب مرض الجدري 

تحدث الإصابة بمرض الجدري نتيجة التواصل المباشر مع أحد المصابين بالجدري الكبير أو الجدري الصغير، وذلك من خلال استنشاق رذاذ السعال أو العطس المحتوي على الفيروس والمنبعث من آخر حلق الشخص المصاب، أو من خلال ملامسة الملابس والأغطية والمناشف الملوثة بالفيروس.

هل مرض الجدري معد؟ 

يعتبر مرض الجدري معد وفتاك، ويصبح معديا مباشرة بعد ظهور الأعراض الأولى له، كالحمى ثم عند تكوُّن البثور وظهور التقرحات على جلد المصاب، خاصة في الفم والحلق، ويستمر الشخص في نقل العدوى حتى تجف البثور والتقرحات، وهو فيروس ينتقل بين البشر، ولا دليل على أنه ينتقل من خلال الحشرات والحيوانات.

كيف ينتقل مرض الجدري؟ 

ينتقل مرض الجدري من شخص لآخر بمجرد السعال أو العطس خلال التواصل المباشر مع الأشخاص المصابين، أو من خلال ملامسة الملابس والأفرشة الملوثة بالقروح والبثور المملوءة بالقيح والسوائل. 

مضاعفات مرض الجدري 

من بين مضاعفات مرض الجدري؛ الوفاة، إذ كانت الإصابة بمرض الجدري قبل التوفر على اللقاح تؤدي إلى وفاة 3 مصابين من بين 10 أشخاص، خاصة في صفوف النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. ونظرا إلى البثور والتقرحات التي تتكون على الجلد تظل لمدة تفوق أسبوعين، فإنها كانت تترك آثارا وندبات على بشرة الأشخاص. بالإضافة إلى تسببها في ندبات وتشوهات في أنسجة الأنف والوجه، ثم العمى نتيجة تكون البثور والتقرحات في الأنف والعينين.

أشارت دراسة أخرى إلى أن الإصابة بالجدري ساهمت أيضا في تقليل الخصوبة لدى كل من الرجال والنساء بعد الشفاء منه.

كيف يتم التشخيص؟ 

لم يتم تشخيص الجدري منذ عقود من الزمن بعد القضاء عليه، لذلك، لا تكفي أعراضه في تشخيص الإصابة به، ويستلزم على الطبيب اختبار عينة من الأنسجة المميزة للجدري للتأكد من مدى إصابة الشخص به.

علاج مرض الجدري 

توصل العلماء إلى أول لقاح للجدري سنة 1758 بعد تسببه في وفاة العديد من المصابين، واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن آخر حالة تم الإعلان عنها كانت سنة 1977 في الصومال، إلى أن تم التخلص منه نهائيا سنة 1980.

الوقاية من مرض الجدري 

يمكن الوقاية من مرض الجدري من خلال تلقي اللقاح المضاد لفيروس الجدري، لكن، نظرا لتسبب اللقاح في بعض الآثار الجانبية التي أدت ببعض الأشخاص إلى الإصابة باضطرابات على مستوى القلب وحتى الموت، لذلك، لا يلجأ المختصون إلى إمداد الجميع بلقاح الجدري، بل يأخذه فقط المرضى المعرضون لخطر الإصابة به.