ما هي الإنفلونزا الموسمية؟
الإنفلونزا الموسمية (seasonal influenza)-(flu) من ضمن الأمراض التنفسية التي تصيب الأنف والحنجرة والرئتين، وتنتج عادة عن العدوى الفيروسية، وتعتبر من أكثر الأمراض التي تنقل العدوى بسهولة، ولذلك بسبب انتشارها عن طريق الرذاذ التنفسي الذي قد يلتقطه الشخص نتيجة التحدث أو الاتصال الجسدي أو المصافحة.
يمكن أن تكون الإصابة بالإنفلونزا الموسمية خفيفة إلى متوسطة وشديدة، والتي قد تؤدي إلى العديد من المضاعفات الصحية في حالة عدم علاجها.
أعراض الإنفلونزا الموسمية
إلى جانب قلة الشهية والإرهاق الشديد، تشمل أعراض الإنفلونزا الموسمية:
1. الحُمى
تسبب الإنفلونزا الموسمية ارتفاعا طفيفا إلى شديد في درجة حرارة الجسم، والتي قد تتراوح بين 37.8 و40 درجة مئوية، وقد يصاحب هذا الارتفاع في درجات الحرارة التعرق والقشعريرة وصداع الرأس الشديد، يمكن لهذه الأعراض أن تستمر لمدة تصل إلى 4 أيام.
2. السعال
يعتبر السعال من الأعراض الشائعة للإنفلونزا الموسمية، ويمكن أن يصاحبه انسداد أو سيلان الأنف، وضيق في التنفس وآلام على مستوى الصدر، وقد تصل المدة التي يستمر فيها الإحساس بالسعال إلى أسبوعين.
3. التعب وآلام العضلات
يمكن أن تؤدي الإصابة بالإنفلونزا بالإحساس بالتعب الناتج عن آلام عضلات الرقبة والظهر والمفاصل، حيث يصعب على المريض التحرك أو القيام بأنشطته اليومية بأريحية.
أنواع الإنفلونزا الموسمية
حسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، هناك ثلاثة أنواع من فيروسات الأنفلونزا التي تصيب البشر، وتشمل الفيروسات المسببة للأنفلونزا الموسمية، وهي فيروسات A و B. يمكن أن يؤدي انتشار الفيروسات من النوع A إلى التسبب في حدوث جائحة، لكونها تتميز بسرعة الانتشار. ويمثل النوع الثالثعدوى فيروس الإنفلونزا C، ويُعرف بتسببه في عدوى خفيفة لا تؤدي إلى التسبب في أوبئة.
ما الفرق بين نزلات البرد والإنفلونزا؟
كلاهما يصنفان من ضمن أمراض الجهاز التنفسي كما أن أعراضهما متشابهة خاصة الأعراض الشائعة، لكن، يتمثل الفرق بين نزلات البرد والإنفلونزا في أن الإصابة بالإنفلونزا تكون أكثر حدة من أعراض البرد، إذ من النادر أن تسبب نزلات البرد مضاعفات صحية حادة، في حين يمكن أن تشمل مضاعفات الإصابة بالإنفلونزا التهابات على مستوى الجيوب الأنفية، والأذن، والرئة ثم تعفن الدم.
أسباب الإنفلونزا الموسمية
تتمثل أسباب الإصابة بالإنفلونزا الموسمية في مخالطة شخص مصاب بالأنفلونزا، أو نتيجة ملامسة الشخص السليم للأسطح التي انتشر فيها الفيروس، إذ يمكن أن ينتقل الفيروس من شخص مصاب إلى شخص آخر سليم بعد انتشار رذاذ الشخص المصاب في الهواء نتيجة العطس أو السعال التحدث.
كما يمكن أن تنتج الإصابة عن ملامسة الأسطح أو مقابض الأبواب، لأن الفيروس يظل مستقرا على الأسطح لمدة 2 إلى 8 ساعات.
ما هو وقت الإصابة بالإنفلونزا الموسمية؟
عادة ما تحدث الإصابة بالإنفونزا الموسمية في فصلي الخريف والشتاء، وتمتد إلى أوائل فصل الربيع، وهذا ما يفسر إصابة العديد من الأشخاص في هذه الفترة الموسمية بأعراض الإنفلونزا ومن بينها العطس والسعال والتعب. حيث يبدأ نشاط الإنفلونزا الموسمية في أكتوبر ليصل إلى أعلى مستوياته بين شهر دجنبر وفبراير.
المضاعفات
يمكن أن يعاني المصاب من العديد من مضاعفات الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، والتي قد تشمل:
1. الالتهاب الرئوي
يعتبر الالتهاب الرئوي من المضاعفات الصحية الخطيرة للإنفلونزا الموسمية، وينتج عادة عن التهاب الحويصلات الهوائية، وهو ما قد يؤدي إلى تراكم السوائل في وحول الرئتين، وتراكم البكتيريا في مجرى الدم، ويتسبب في السعال الحاد وصعوبة وضيق التنفسي.
اقرأ أيضا: هل يمكن أن تعالج التهابات الرئة بالأعشاب فقط؟
2. التهاب الشعب الهوائية
يمكن أن تؤدي الإصابة بالإنفلونزا الموسمية إلى تهيج الأغشية المخاطية للشعب الهوائية في الرئتين، والتي قد يتسبب عدم علاجها في الإصابة بالعديد من المضاعفات الأخرى كانتفاخ الرئة وفشل القلب والتهاب الرئتين وارتفاع ضغط دم الرئتين.
3. التهاب الجيوب الأنفية
يحدث التهاب الجيوب الأنفية نتيجة تورم الجيوب الأنفية، وهو ما يسبب انزعاجا للمريض نتيجة المعاناة من السعال واحتقان الأنف والتهاب الحلق، بالإضافة إلى آلام الجيوب الأنفية والفك العلوي والأسنان وما يصابهما من انخفاض في حاستي الشم والذوق.
اقرا أيضا: التهاب الجيوب الأنفية: الأسباب وطرق العلاج
4. التهاب الأذن الوسطى
يمكن للمريض أيضا أن يصاب بالتهاب الأذن الذي يُحدث تورما في الأذن الوسطى، ومن أعراض الإصابة به آلام الأذن الشديدة، وإفرازات الأذن وفقدان السمع.
5. التهاب الدماغ
يعتبر التهاب الدماغ من أخطر مضاعفات الإنفلونزا الموسمية، ويحدث نتيجة اختراق الفيروس لأنسجة المخ، وهو ما يؤدي إلى القضاء على الخلايا العصبية والنتيجة نزيف وتلف الدماغ. ومن أعراض الإصابة به، الصداع الشديد والتغيرات المزاجية الحادة والهلوسة والشلل، وصعوبات القدرة على الكلام أو السمع.
تشخيص الإنفلونزا الموسمية
يمكن تشخيص الإصابة بالإنفلونزا الموسمية من خلال إجراء الاختبارات التشخيصية السريعة للإنفلونزا (RIDTs)، والتي تكشف عن تواجد الفيروس المحفز للاستجابة المناعية، أو اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)، للكشف عن السلالة المؤدية للإصابة بالإنفلونزا.
علاج الإنفلونزا الموسمية
تعتبر معظم حالات الإصابة بالإنفلونزا الموسمية خفيفة ويمكن علاجها في المنزل بالأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، والتي تعمل على تخفيف أعراض الإنفلونزا الموسمية وعلاج الصداع وتخفيف آلام الجسم. لكن، إذا كانت الأعراض تزداد حدتها مع مرور الأيام، فينبغي اللجوء إلى الطبيب للحصول على الأدوية المضادة للفيروسات لتفادي المضاعفات الصحية للإصابة.
طرق الوقاية من الإنفلونزا الموسمية
تشمل طرق الوقاية من الإنفلونزا الموسمية، حماية الشخص لنفسه من التقاط الفيروس من خلال غسل يديه وتعقيمهما وتفادي لمس أنفه وفمه قبل غسلهما، بالإضافة إلى تجنب ملامسة الأسطع قبل تعقيمها لأن الفيروس يمكن أن يستقر في الأسط الصلبة لما يزيد عن 48 ساعة. ثم ارتداء الكمامة في حالة مخالطة أحد المصابين بالعدوى.
ومن بين طرق الوقاية التي يُنصح باللجوء إليها هل تلقي لقاح الإنفلونزا السنوي للوثاية من السلالات الشائعة للفيروسات المسببة للإنفلونزا، والتي تقلل من خطر الإصابة بالإنفلونزا بنسبة 40 إلى 60%.
متى تزور الطبيب؟
يُنصح بزيارة الطبيب في حالة الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، في حالة كان المصاب:
- يعاني من حالة صحية مؤقتة أو مزمنة.
- لديه ضعف في جهاز المناعة.
- رضيعا أو يبلغ من العمر أكثر من 65 سنة.
- يعاني من ارتفاع في درجة حرارة الجسم لأكثر من 4 أيام.
- يعاني من تفاقم في الأعراض بدل قلة حدتها.