ما هو التهاب العضلات؟

التهاب العضلات أو الاعتلال العضلي الالتهابي (Polymyositis)، يصنف من ضمن الأمراض الناتجة عن اضطرابات المناعة الذاتية، يُسبب التهابا وضعفا في العضلات ويؤثر على عضلات الهيكل العظمي. ويحدث الالتهاب الذي يصيب الشخص نتيجة تلف خلايا الأنسجة المحيطة بالعضلات كالأوعية الدموية، وهو ما يُسبب ضعفا مزمنا وآلاما في جانبي الجسم وفي عضلات الفخذين والذراعين.

وحسب جمعية التهاب العضلات، يعتبر مرض التهاب العضلات شائعا لدى النساء أكثر من الرجال، كما أنه أكثر شيوعا لدى الأشخاص الذين يبلغون أكثر من 20 سنة.

أسباب التهاب العضلات

حسب المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية، تحدث معظم إصابات الالتهاب العضلي لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و60 سنة. وتعتبر أسباب التهاب العضلات مجهولة، ويرجح الأطباء والأخصائيون أن بعض التغيرات الجينية قد ترفع من احتمال الإصابة بالتهاب العضلات. لكن، تشير مختلف الأبحاث والدراسات إلى أن الاعتلال العضلي الالتهابي يحدث عادة نتيجة اضطرابات المناعة الذاتية، حيث تهاجم خلايا الجهاز المناعي الأنسجة العضلية السليمة للجسم ويدمرها، وهو ما يتسبب في تلف الألياف العضلية والتهابها.

عوامل الخطر 

تشمل عوامل الخطر التي تحفز الإصابة بالتهاب العضلات أمراض المناعة الذاتية والالتهابات الفيروسية والأمراض التي تؤثر في القدرة على التنفس، حيث يعتبر الاعتلال العضلي الالتهابي أكثر شيوعا لدى الأشخاص المصابين بمرض الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وتصلب الجلد، بالإضافة إلى فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز والأشخاص الأكثر عرضة لانتشار الخلايا السرطانية في الجسم.

أعراض التهاب العضلات 

تشمل أعراض التهاب العضلات الأولى التي قد يعاني منها الشخص المصاب؛ الحمى وفقدان الوزن والتعب وآلام المفاصل، كما أن أصابع القدمين واليدين تصبح أكثر برودة نتيجة قلة تدفق الماء إليها، وتشمل الأعراض المميزة لمرض الاعتلال العضلي الالتهابي:

1. ضعف العضلات

يعتبر ضعف العضلات من الأعراض الأكثر شيوعا لالتهاب العضلات، ويؤثر هذا الضعف عادة على عضلات الرقبة والكتفين والذراعين والفخذين، كما يؤثر المرض في مراحل تطوره على عضلات اليدين والكاحلين وأصابع اليدين والقدمين.

3. صعوبة الحركة 

يمكن أن يعاني مرضى التهاب العضلات من عدم القدرة على التنقل والحركة، حيث يصعب عليهم النهوض من الكراسي أو صعود الدرج أو النهوض أو رفع الرأس بعد الاستلقاء، وكذلك صعوبة في بذل الجهد لرفع وحمل الأشياء.

4. مشاكل الرئة 

يمكن أن يؤثر مرض التهاب العضلات في الجهاز التنفسي، حيث يصبح الشخص في معاناة مع السعال الجاف والمزمن، وضيق التنفس، وصعوبة في الكلام والقدرة على بلع المأكولات والمشروبات.

5. الطفح الجلدي أحمر أو بنفسجي حول العينين 

من بين الأعراض التي قد تظهر على الشخص أيضا، الطفح الجلدي الأحمر أو بنفسجي اللون حول العينين وفوق المفاصل والمرفقين والركبتين، أو حول الرقبة وأعلى الصدر.

المضاعفات الصحية لالتهاب العضلات

تشمل المضاعفات الصحية لالتهاب العضلات:

  • صعوبة في البلع

يمكن أن تؤثر الإصابة بالتهاب العضلات على عضلات المريء، حيث يصبح من الصعب على الشخص بلع المأكولات والمشروبات، ومن نتائجه قلة التغذية وفقدان وزن الشخص.

  • اضطرابات التنفس 

يمكن أن ينتج عن الإصابة بالتهاب عضلة القلب، الالتهاب الرئوي التنفسي نتيجة مرور الطعام في مجرى الهواء وتجمع السوائل واللعاب في الرئتين والذي يحدث بسبب عدم القدرة على البلع. كما يمكن أن يعاني الشخص من ضيق في التنفس نتيجة التهاب عضلات الصدر.

اقرأ أيضا: إليك 21 سببا لضيق التنفس وأفضل الطرق لعلاجه في المنزل

  • اعتلال عضلة القلب 

يمكن أن يؤدي التهاب العضلات إلى الإصابة باعتلال عضلة القلب الالتهابي الذي يحدث بسبب تضرر أنسجة الرئة والتهاب العضلات المساعدة على التنفس.

اقرأ المزيد حول: تعرف على أعراض التهاب عضلة القلب وطرق علاجها

تشخيص التهاب العضلات 

لتشخيص التهاب العضلات يلجأ الطبيب والأخصائي إلى إجراء الاختبارات والفحوصات التالية:

  • تحاليل الدم 

يساعد اختبار وتحاليل الدم في التأكد من احتمال الإصابة بالتهاب العضلات من خلال الكشف عن مستويات الأجسام المضادة الخاصة بالتهاب العضلات أو الكرياتين كيناز في الدم، والتي ترتفع عادة عند الإصابة بالالتهاب، ويعتبر ارتفاع مستويات الأجسام المضادة وإنزيم الكرياتين كيناز الذي يتم إطلاقه عند تلف ألياف العضلات دليلا على الإصابة بمرض التهاب العضلات.

  • اختبار تخطيط كهربية العضل

يعمل اختبار تخطيط كهربية العضل على قياس وظيفة العضلات والأعصاب من خلال إدخال إبرة مزودة بقطب كهربائي لتسجيل النشاط والنبضات الكهربائية للعضلات بعد انقباضها، للتأكد مما إذا كانت طبيعية أو متغيرة.

  • اختبارات التصوير 

تساعد اختبارات التصوير بالرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية -التي تعمل على مسح كامل للعضلات- على تحديد مواضع الاعتلال العضلي الالتهابي.

  • خزعة العضلات 

يتضمن هذا الاختبار أخذ عينة صغيرة من العضلات بعد تحديدها بالتصوير بالرنين المغناطيسي، لفحصها والتأكد مما إذا كانت الأنسجة العضلية ملتهبة.

علاج التهاب العضلات 

يعتبر التهاب العضلات مرضا وحالة مزمنة ولا يوجد علاج شاف منه، لكن، يصف الأطباء العديد من العلاجات لتخفيف أعراض الالتهاب وتقوية وظائف العضلات، وتشمل:

  • الكورتيكوستيرويدات 

تعمل الكورتيكوستيرويدات والأدوية المضادة للالتهابات على تقليل التهاب العضلات وتخفيف آلام العضلات والمفاصل المصاحبة له.

  • الأدوية المثبطة لجهاز المناعة 

تعمل الأدوية المثبطة للمناعة على تثبيط جهاز المناعة للسيطرة على الالتهاب، كما يمكن وصف العلاج بالغلوبولين المناعي الوريدي، والذي يهدف إلى استخدام الأجسام المضادة الصحية لمقاومة الأجسام المضادة المسببة للمرض.

  • العلاج الطبيعي 

يساعد العلاج الطبيعي في المساعدة على التحرك والحفاظ على قوة المفاصل والعضلات وليونتها.

هل يمكن الشفاء من مرض التهاب العضلات؟

يعتبر التهاب العضلات مرضا مزمنا، قد يتعافى منه بعض الأشخاص بتخفيف حدة الأعراض والتحكم فيها، في حين قد يعاني منه البعض لفترة طويلة مع الاستمرار في تناول الأدوية لتفادي التعرض للانتكاسات.

متى تزور الطبيب؟ 

يمكن أن يتسبب التأخر في تلقي العلاجات إلى تفاقم الحالة الصحية للمريض، لذلك، لتفادي المضاعفات الصحية لالتهاب العضلات ينصح بزيارة الطبيب فور الإحساس بوهن أو ضعف عضلي غير مفهوم وغير مبرر.