ديدان الأنف هي يرقات ذباب أنف الخرفان واسمها العلمي Oestrus Ovis، وتوجد غالبا في الخراف والماعز لكنها لا تسبب عادة أي مشاكل ملموسة ولهذا لا يعرف أصحاب الخراف بوجودها.
لكن هذه الحشرات أحيانا تستهدف البشر والكلاب والقطط، وحينها قد يتم إيجادها في الحلق أو العين (حيث يمكن أن تسبب تهيجا شديدا جدا) أو في التجاويف الأنفية حيث تسبب صعوبات في التنفس.
هذه الديدان لا تتطور إلى البلوغ إلا عند الخراف والماعز، بينما لا تستطيع ذلك عند بقية الأنواع كالقطط والكلاب والبشر.
توجد هذه الحشرات في جميع أنحاء العالم أينما كانت هناك خرفان أو ماعز. فقد ظهرت بشكل واضح في استراليا في بداية القرن الماضي حيث تم تسجيل أول إصابة بها عام 1919، وحاليا صارت أقل انتشارا في المناطق التي تستخدم اللاكتونات الماكروسيكليكية المضادة للديدان Macrocyclic Lacone Anthelmintics مثل الايڤرميكتين ivermectin.
لا تتم ملاحظة هذه الحشرات الطفيلية إلا حينما تخرج من أنف الحيوان، والخراف المصابة تظهر عليها علامات حادة لتهيج الأنف و نادرا ما تتسبب في مشاكل تنفسية لدى الخراف، وأحيانا تؤدي للموت!
الدورة الحياتية للديدان الأنفية
هذه الحشرات تكون نشيطة بشكل فصلي بين الربيع والصيف حيث تتجاوز الحرارة 20 درجة مئوية، لكن هذا الأمر يتغير من مكان إلى مكان حسب الموقع.
دورة حياة الذبابة الأنثى مدتها 48 ساعة تقريبا خلال الصيف، لكنها تصل إلى 4 أسابيع في الطقس البارد، حيث أنه في روسيا أو مناطق سيبيريا مثلا هناك فقط 2 أجيال كل سنة، بينما في المناطق الساخنة مثل استراليا هناك 5 إلى 6 أجيال كل سنة.
الأنثى تضع الديدان مباشرة في جسد ضحيتها (لا تضع البيض كذباب الاحصنة الذي يضع البيض في شعر الحصان الضحية)، حينما تضع الأنثى الديدان في خياشيم الخروف فإنها تتحرك وتكبر في التجويف الأنفي والجيوب الانفية الأمامية، وتتطور خلال 3 مراحل والمرحلة النهائية يصير طول الدودة حوالي 3 سنتيمترات، حينها فقط يقوم الخروف بإخراجها عبر العطس وهذه هي الطريقة الوحيدة التي تتم فيها ملاحظة الديدان.
تتطور الديدان في رأس الخروف بشكل متغير وغير مضبوط حيث تتراوح المدة ما بين 6 أسابيع إلى 10 أشهر، وحينما تخرج الديدان فإنها تصنع الشرانق في الأرض وتظل تتطور فيها لبضعة أسابيع قبل أن تصير ذبابة كاملة، وطبعا هذه المدة تتغير حسب الحرارة.
تأثير الديدان الأنفية
غالبا لا تتم ملاحظة هذه الديدان كما سبق ذكره، لكن الخرفان تظهر عليها علامات الانزعاج حينما تكون الديدان حاضرة، كالشخير، وضرب الأقدام الأمامية مع الأرض والركض لمسافات قصيرة، وحشر أنوفهم في صوف الخرفان الأخرى.
قد تتجمع الخرفان في أماكن مظللة حيث يكون الذباب أقل نشاطا، وقد يتكون لدى الأغنام المصابة إفرازات من الخياشيم، والعطس والسعال، وكما تم ذكره من قبل أحيانا يعاني الخروف من صعوبات في التنفس.
التشخيص
لا يوجد أي اختبار معتمد لتشخيص الإصابة بهذه الطفيليات، لكن انطلاقا من الأعراض السابق ذكرها يمكن افتراض إصابة الخراف التي تظهر عليها العلامات التي تسببها هذه الديدان، وكذلك يمكن إيجاد الديدان في الحضائر في أماكن الشرب أو الأكل بعدما تقذفها الخراف عبر الأنف، وأيضا يمكن ايجادها بعد الذبح أثناء تفصيل الرأس خصوصا قرب القرنين.
الماعز ناذرا ما تظهر عليه أعراض الإصابة.
العلاج
ناذرا ما يتم استخدام علاج الديدان لهذه الحالات إلا إن كانت صحة الحيوان بالفعل في خطر، ولكن إن تم استخدام العلاج وتوقفت بعدها الأعراض فهذا يدل على أنه بالفعل كانت هناك إصابة حقيقية للحيوان.
هناك ثلاث أدوية للديدان عند الأغنام، وهي:
- الايڤرميكتين ivermectin
- الاباميكتين abamectin
- الموكسيديكتين moxidectin
لكن بالنسبة للماعز هناك علاج واحد فقط وهو:
- الاباميكتين abamectin
بخلاف الحالات التي يشتبه فيها بحدوث ضرر كبير من طرف هذه الديدان، فإن العلاج لا يتم استخدامه لأنه يكون مخالفا للممارسات الموصى بها حاليا ويمكن أن يساهم في جعل الديدان مقاومة للعلاج بهذه المواد اللاكتونية-الماكروسيكليكية التي ذكرناها من قبل.