دراسة: استخدام التنويم المغناطيسي خلال عمليات لإزالة أورام الدماغ!

قال باحثون في دورية Neurosurgery إن هذه التقنية، التي تحل محل التخدير العام، استخدمت مع 37 مريضا يخضعون لعملية جراحية لإزالة أورام المخ. ومع وجود القليل من الأبحاث تدعم العلاج بالتنويم المغناطيسي، خلص الباحثون من خلال دراستهم الصغيرة إلى أن التنويم المغناطيسي يمكن أن يكون أداة فعالة لمساعدة المرضى على التخدير أثناء جراحة الدماغ الدقيقة.

لاحظ الباحثون أن مثل هذه العمليات الجراحية صعبة لأنها تتطلب غالبًا أن يكون المريض مستيقظًا للرد على الأسئلة أو أداء مهام عقلية معينة، حيث يستخدم الجراحون هذه الاستجابات والتفاعلات للمساعدة في تجنب إتلاف مناطق الدماغ الحرجة أثناء استخراج الأورام بعناية.

التنويم المغناطيسي: تقنية (AAA)

خلال القيام بمثل هذه الجراحة، يضع أطباء المرضى تحت التنويم المغناطيسي لبدء الجراحة- فتح الجمجمة – ثم يتم إيقاظهم في منتصف العملية، ثم إعادتهم إلى النوم من أجل إنهاء الجراحة. يشار إلى هذه التقنية ببساطة باسم “النوم – اليقظة – النوم” asleep-awake-asleep (AAA).

 لكن، لهذه التقنية عيبان رئيسيان، حيث يجب على الأطباء مراقبة تنفس المريض وإدارته أثناء الجراحة، ويمكن أن يستغرق بعض المرضى (خاصة كبار السن) وقتا للاستيقاظ تماما من التخدير، مما يطيل وقت الجراحة.

كيف يتم التنويم المغناطيسي كوسيلة للتخدير؟

لتحديد ما إذا كان التنويم المغناطيسي بديلاً عن التخدير قابلا للتطبيق، قام باحثون بقيادة إلياس زمورة Ilyess Zemmoura  من المركز الإستشفائي الجامعي في مدينة تورز الفرنسية، بتطبيق هذه التقنية على مرضى سرطان الدماغ. احتاج هؤلاء المرضى جميعًا إلى جراحة مستيقظة لإزالة نوع معين من أورام المخ التي تنشأ في الخلايا الدبقية (الخلايا الداعمة في الدماغ)، والتي تسمى الورم الدبقي. لكي يعمل التنويم المغناطيسي، كان على المرضى مقابلة منوم مغناطيسي قبل أسابيع قليلة من الجراحة والتدرب على الدخول في حالة “النشوة”.

أثناء التنويم المغناطيسي، يُطلب من المريض تخيل مساحة آمنة سعيدة، بالإضافة إلى تخيل فصل العقل عن الجسد و “الحفاظ على مسافة 2 سم بينهما”. في مراحل مختلفة من الجراحة، سيحث المنوم المريض على إبقاء الجسم والعقل بعيدًا عن بعضهما البعض. يقوم المنوم أيضًا بتوجيه المرضى لتصور أشياء مختلفة عند ظهور الأصوات والحركات أثناء العملية. على سبيل المثال، يمكن أن تكون محركات الحفر من محرك قارب، وقد تكون الاهتزازات الناتجة عن القطع الجراحي ناتجة عن ركوب دراجة ذات عجلات مثلثة.

بالنسبة للمرضى البالغ عددهم 37 مريضًا، قام المنومون بتخصيص كل تجربة تنويم وفقًا لعادات وميول وشخصية المريض، والتي تم وضعها في جلسة التدريب قبل الجراحة. وبالتالي، استنتج المؤلفون أن التنويم المغناطيسي ليس بديلاً بسيطًا أو سهلًا عن الطريقة الاعتيادية.

نتيجة الدراسة:

كتب الباحثون كنتيجة للبحث: “يتطلب الأمر مشاركة مكثفة وتدريبًا طويلًا من الفريق بأكمله، بما في ذلك المريض”. “لذلك، فإن الطريقة التي كانت ناجحة عند نصف نصف المشاركين تتطلب ضرورة العمل مع فريق تخدير من ذوي الخبرة في كل من التخدير العصبي والعلاج بالتنويم المغناطيسي.”

وبالتالي توصلوا إلى أن التنويم المغناطيسي ليس هو الأمثل، لكنهم أشاروا إلى أنه قد يكون بديلاً مفيدًا لبعض المرضى. في الاستبيانات والتقييمات التي تم إجراؤها بعد العمليات الجراحية خلال الدراسة، أبلغ معظم المرضى عن تجارب إيجابية وتأثيرات نفسية قليلة أو معدومة من العملية الصعبة بشكل عام. قال اثنان فقط من 37 مريضًا إنهم لن يستخدموا التنويم المغناطيسي مرة أخرى.

التنويم المغناطيسي للعمليات الجراحية: مازالت هناك حاجة للمزيد من البحث!

هذه الدراسة ليست أول من يستكشف التنويم المغناطيسي للعمليات الجراحية والعلاجات الطبية الأخرى. تم طرح هذه الطريقة في المجتمع الطبي لسنوات كطريقة لتركيز الانتباه. لقد تم اعتباره وسيلة لمكافحة الألم المزمن وآلام المخاض وتغيير السلوكيات مثل التدخين والإفراط في تناول الطعام. بينما تشير الدراسات الصغيرة إلى نجاحها، لا توجد بيانات كافية لدعم ذلك، وظلت الشكوك القوية قائمة داخل المجتمع الطبي، حيث دعا أنصار التنويم المغناطيسي إلى مزيد من البحث.