تكيسات الكبد (Liver Cysts) هي أكياس مليئة بالسوائل تتشكل في الكبد، وهي أورام حميدة ما يعني أنها ليست سرطانية. عموما، لا تتطلب هذه التكيسات علاجا ما لم تظهر الأعراض، ونادرا ما تؤثر على وظائف الكبد.

قد يصاب البعض بحالة نادرة تسمى مرض الكبد المتعدد الكيسات (Polycystic Liver Disease)، والتي تتميز بنمو العديد من الأكياس على الكبد. قد تتسبب هذا الأكياس، إذا كانت كبيرة، في الشعور بعدم الراحة ومضاعفات صحية. لكن معظم المصابين بداء الكبد المتعدد الكيسات لا تظهر عليهم أعراض ويعيشون حياة طبيعية، وقد يستمر الكبد في العمل بشكل صحيح مع هذا المرض، كما قد لا يؤدي إلى تقصير متوسط ​​العمر المتوقع للإنسان.

ما الذي يسبب تكون أكياس الكبد؟

تنتج أكياس الكبد عن تشوه في القنوات الصفراوية، والصفراء عبارة عن سائل يفرزه الكبد، مما يساعد على الهضم. ينتقل هذا السائل من الكبد إلى المرارة من خلال القنوات أو الهياكل الشبيهة بالأنابيب.

يمكن أن تحدث تكيسات الكبد في أي وقت خلال حياة الشخص، لكن، تشمل العوامل المؤدية إلى تكون التكيسات:

  • حالات خلقية: تعتبر الخراجات التي تنمو في الكبد خلقية، مما يعني أن الأكياس تكونت قبل الولادة أثناء تكون الجنين في الرحم.
  • الإصابة بالديدان الشريطية المشوكة: غالبا ما توجد هذه الطفيليات في الحيوانات التي تعيش في المزارع. يمكن لأي شخص أن يصاب بالمكورات المشوكة من خلال التعرض لبراز هذه الحيوانات. يمكن أن تسبب هذه الحالة أيضًا تكيسات في الرئتين والكلي والدماغ وأعضاء أخرى في الجسم.
  •  مرض الكبد المتعدد الكيسات.
  • سرطان الكبد وإصابة الكبد.

اقرأ أيضا: تشمع الكبد: عندما يفقد الكبد وظائفه تعرف على أسبابه ومضاعفاته

هل من الضروري أن تسبب الأكياس أية أعراض؟ 

لا يسبب كيس الكبد الصغير عادة أية أعراضا، وقد يستمر دون تشخيص لسنوات. ولا يشعر بعض الناس بالألم وعدم الراحة حتى يتضخم الكيس.

حسب دراسة نشرت في المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية (NCBI)، فإن حوالي 5-10% بالمائة فقط من تكيسات الكبد تسبب الأعراض. وتظهر هذه الأعراض عند الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فما فوق، وتشمل: 

  1. ألما حادا ومفاجئا في الجزء العلوي من المعدة.
  2. الشعور بامتلاء البطن أو الانتفاخ.
  3. ألما في البطن.
  4. حرقة في المعدة.
  5. الاستفراغ والغثيان.
  6. ألم الكتف.

تحدث هذه الأعراض عادة عندما يبدأ الكيس بالنزيف. إذا أصبح الكيس كبيرا جدا، فقد يتمكن الشخص من الإحساس به من خلال بطنه.

هل يستدعي علاج أكياس الكبد الجراحة؟

لا يحتاج معظم المصابين بتكيسات الكبد إلى العلاج إلا إذا كانوا يعانون من أعراض. في هذا الحالة، يمكن الحصول على العلاج من خلال: 

  • تصريف الكيس: عن طريق إدخال إبرة دقيقة عبر البطن. ومع ذلك، عادة ما يكون هذا علاجا مؤقتا فقط إذ يمكن أن يعود السائل بمرور الوقت.
  • الاستئصال الجراحي: يمكن للجراحين عادة إزالة الكيس باستخدام طريقة تنظير البطن، والتي تتضمن إجراء شقين أو ثلاثة شقوق صغيرة فقط في البطن. بعد الإزالة، من غير المرجح أن تعود الأكياس من جديد.
  • مضادات الطفيليات: قد يصف الطبيب المضادات الحيوية للأشخاص المصابين بعدوى المشوكة لعلاج العدوى.

في حالات نادرة، قد يحتاج الشخص المصاب بمرض الكبد المتعدد الكيسات إلى زراعة كبد أو كلية إذا كانت حالتهم الصحية تسبب أعراضا مهددة للحياة.

لا تحتاج معظم تكيسات الكبد إلى العلاج. لكن، إذا أصبحت الأكياس كبيرة ومؤلمة، فقد يستدعي الأمر تصريفها أو إزالتها جراحيا، يمكن أيضا إزالة الأكياس جراحيا إذا كانت تمنع وصول الصفراء إلى الأمعاء.