حسب الصحة العالمية، أدى السرطان إلى إزهاق أرواح 10 ملايين شخص تقريباً في عام 2020، أي وفاة واحدة بين كل 6 وفيات هي بسبب السرطان.  

يمثل الدم حوالي 8% من وزن جسم الإنسان، وتتمثل وظيفته في مد جميع الأعضاء بالأكسجين والمواد المغذية والهرمونات والأجسام المضادة. ويتكون الدم من مزيج متساو من: 

  • خلايا الدم الحمراء: تحمل الأكسجين إلى الرئتين و الأنسجة.
  • خلايا الدم البيضاء: تقاوم العدوى.
  • الصفائح الدموية: الخلايا التي تكوّن جلطات الدم وتمنع فقدان الدم عند الجروح.
  • البلازما: السائل الذي ينقل الخلايا والفضلات والمغذيات، والمسؤول عن تنظيم درجة حرارة الجسم وتوازن السوائل.

سرطان الدم

يبدأ سرطان الدم blood cancers أو hematologic cancers في الأنسجة المكونة للدم، مثل نخاع العظام أو خلايا جهاز المناعة.

حسب مراكز علاج السرطان الأمريكي (CTCA)، يحدث سرطان الدم عندما تنمو خلايا دم غير طبيعية خارج نطاق السيطرة، وهي خلايا سرطانية تؤدي إلى تعطيل وظائف خلايا الدم الطبيعية، التي تقاوم العدوى والالتهابات وتنتج خلايا دم جديدة.

يعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم من النساء. ويمثل سرطان الدم حوالي 25% من السرطانات في صفوف الأطفال. وذلك حسب معطيات مدرسة طب جامعة ييل.

أنواع سرطان الدم

هناك ثلاث أنواع سرطان الدم، لكل منهم طبيعته وأعراضه وطريقة علاجه. 

1. اللوكيميا Leukemia

يصيب اللوكيميا خلايا الدم البيضاء ونخاع العظام. حيث يمنع نخاع العظم من تكوين خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية، بسبب إنتاج عدد كبير جدًا من خلايا الدم البيضاء غير الطبيعية.

هناك 4 أنواع من اللوكيميا، وذلك راجع إلى نوع خلايا الدم البيضاء المصابة، فهناك العديد من أنواع خلايا الدم البيضاء، تشمل هذه الخلايا النخاعية والليمفاوية: 

  • ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد (ALL).
  • ابيضاضُ الدَّم اللِّمفاوي المُزمِن (CLL). 
  • ابيضاض الدم النقوي الحاد (AML).
  • ابيضاض الدم النقوي المزمن (CML)

2. سرطان الغدد الليمفاوية Lymphoma

تصيب الليمفوما الجهاز الليمفاوي، خاصة تلك الهياكل الصغيرة على شكل حبة فول في الجهاز الليمفاوي وهي الغدد الليمفاوية والتي تقوم بمهمة تصفية المواد الضارة، مما يؤدي إلى تضخم الغدد.

 هناك نوعان من سرطان الغدد الليمفاوية: 

  • سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين Hodgkin’s lymphoma: وهو المعروف لدى الأطباء، يبدأ في الخلايا البائية التي تصنع الأجسام المضادة لمقاومة الجراثيم. يصبح للأشخاص المصابين بسرطان الغدد الليمفاوية هودجكين خلايا ليمفاوية متضخمة تسمى خلايا ريد-ستيرنبرغ في العقد الليمفاوية Reed-Sternberg cell.
  • سرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكينية non-Hodgkin lymphoma: يُطلق على جميع الأنواع الأخرى سرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكينية، تنشأ هذه الأنواع من الليمفوما سواء في الخلايا البائية أو في الخلايا التائية، وهو أكثر شيوعًا من ليمفوما هودجكين.

3. الوَرَم النقوي المتعدِّد

أو المايلوما myeloma، هو نوع من سرطان الدم ينشأ في خلايا البلازما (خلايا الدم البيضاء التي تصنع في نخاع العظام). ومن أجل علاج هذا النوع من سرطان الدم يتم تصنيع خلايا بلازما غير طبيعية في نخاع العظام، تسمى خلايا المايلوما myeloma cells.

أسباب سرطان الدم

في جميع حالات وأنواع سرطانات الدم يكون السبب هو طفرة في الحمض النووي لخلايا الدم ـ حيث يخبر الحمض النووي خلايا الدم متى تنمو ومتى تنقسم أو تتكاثر ومتى تموت ـ بالإضافة إلى أسباب أخرى تتحدد حسب نوع سرطان الدم. 

تحدث هذه الطفرات في الحمض النووي لخلايا الدم بسبب عوامل مرتبطة بنظام حياة الشخص ولا يمكن التحكم فيها، لكن من المؤكد أنها ليست عوامل وراثية. 

تتضمن أسباب سرطان الدم، أو عوامل خطر التي تساهم في الإصابة بسرطان الدم ما يلي:

  • التعرض للإشعاع بشكل مفرط.
  • تاريخ من سرطانات الدم الأخرى. 
  • علاج سرطان سابق.
  • التدخين.
  • التعرض للمواد الكيميائية الصناعية.
  • السن المتقدم.
  • أن تكون ذكرا فأنت أكثر عرضة لسرطان الدم.

أعراض سرطان الدم

تختلف أعراض سرطان الدم حسب نوع السرطان، وفي بعض الحالات قد لا تظهر أعراض سرطان الدم على المريض إلى أن تتطور ببطء على مدار سنوات. فيما يلي بعض أعراض سرطان الدم المحتملة: 

1. الصداع والحمى (37.5 درجة مئوية أو أعلى) غير مبررة.

2. التعب المستمر.

3. الضعف.

4. التعرق الليلي المفرط.

5. ضيق في التنفس.

6. فقدان الشهية والغثيان وفقدان الوزن غير المبرر.

7. الطفح الجلدي والشحوب (جلد تحت الجفن السفلي أبيض اللون وليس ورديًا).

8. ألم في العظام أو المفاصل أو البطن.

9. عدوى متكررة.

10. تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة أو الإبط أو الفخذ.

تشخيص سرطان الدم

من أجل تشخيص حالتك ما إذا كانت سرطان دم أم حالة أخرى، يقوم الطبيب بإجراء: 

  • فحص بدني للتحقق من صحتك العامة.
  • مراجعة تاريخك الصحي. 
  • فحص جسمك والغدد الليمفاوية، من أجل البحث عن أي علامات للعدوى أو الكدمات.

وفيما بعد، يلجأ طبيبك إلى فحوصات أخرى، وتختلف طرق تشخيص سرطان الدم حسب نوعه: 

1. تشخيص اللوكيميا Leukemia

من خلال اختبار تعداد الدم الكامل (CBC)، وهو اختبار دم يقيم الحالة الصحية ويكشف على مجموعة كبيرة من الاضطرابات، بما في ذلك تحديد المستويات غير الطبيعية لخلايا الدم البيضاء مقارنة مع خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية.

2. تشخيص سرطان الغدد الليمفاوية Lymphoma

للكشف عن هذا النوع من سرطان الدم 

سيحتاج طبيبك إلى إجراء:

  • الخزعة Biopsy من العقدة الليمفاوية وأخذ عينة أو عقدة ليمفاوية كاملة من أجل الفحص المجهري.
  • الفحص بالأشعة السينية.
  • التصوير المقطعي المحوسب.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني للكشف عن الوظيفة الحيوية للأنسجة.

3. تشخيص الوَرَم النقوي المتعدِّد myeloma

في هذه الحالة سيطلب طبيبك:

  • اختبار تعداد الدم الكامل (CBC).
  • اختبارات الدم أو البول الأخرى.
  • خزعة نخاع العظم.
  • الأشعة السينية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
  • التصوير المقطعي المحوسب لتأكيد وجود ومدى انتشار الورم النقوي.

علاج مرض سرطان الدم

يعتمد علاج مرض سرطان الدم على عدة عوامل، من بينها: 

  • نوع سرطان الدم.
  • عمر المريض. 
  • صحة المريض.
  • انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.
  • الآثار الجانبية لكل علاج.

فيما يلي الطرق المعتمدة لعلاج سرطان الدم: 

  • العلاج الكيميائي: وهو الأكثر شيوعا، يعمل على قتل الخلايا السرطانية لإبطاء تقدم المرض أو القضاء عليه، وذلك من خلال إدخال الأدوية المضادة للسرطان إلى الجسم عن طريق الحقن أو عن طريق حبوب.
  • العلاج الإشعاعي: يستخدم هذا العلاج أشعة عالية الطاقة تستهدف الخلايا السرطانية، وتتلف حمضها النووي حتى لا تتكاثر.
  • العلاجات المستهدفة: هي علاجات بالأدوية التي تستهدف خلايا الدم الخبيثة دون الإضرار بالخلايا الطبيعية.
  • زرع الخلايا الجذعية: تهدف هذه العملية إلى مساعدة جسمك على إنتاج دم صحي بعد العلاج وتدمير الخلايا الخبيثة، وهناك نوعين:

1. زرع الخلايا الجذعية الذاتية: أو زراعة نخاع العظم الذاتية،  يجمع خلالها الأطباء خلايا دم جذعية صحية من جسمك ووضعها مكان نخاع العظم المريض أو التالف.

2. زرع الخلايا الجذعية الخيفية: أو زرع نخاع العظم الخيفي، وهو زراعة خلايا دم جذعية سليمة من متبرع لتحل محل نخاع العظم الذي لا ينتج خلايا الدم السليمة لدى المريض، هذا الإجراء فعال، لكنه خطير.

  • جراحة السرطان: تتضمن الجراحة إزالة العقد الليمفاوية المصابة من أجل علاج الأورام اللمفاوية.
  • العلاج المناعي: أو ما يطلق عليه المعالجة البيولوجية، ينشط جهاز المناعة في الجسم لقتل الخلايا السرطانية.