التحام الأصابع هو حالة التصاق بين أصابع اليدين أو القدمين، ويعد من أكثر التشوهات الخلقية للأطراف انتشارا، وحسب المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية قد يصاب قرابة الطفل لكل 2000 ولادة، مع احتمال إصابة الذكور أكثر من الإناث. وعادة ما يكون حالة وراثية بنسبة 40% من الحالات، وأكثر الأصابع إصابة هو الإصبع الثالث من اليد ومجاوراته، وغالبا ما يحدث هذا التشوه داخل الرحم، وعلى وجه التحديد في مرحلة تكون الأصابع وانفصالها عن بعضها، أي في الأسبوعين السادس والثامن من تطور الجنين. ويمكن لهذا الالتحام أن يكون وحيدا، أو بارتباط مع تشوهات أخرى عند الجنين. 

الكشف المبكر وطرق العلاج:

من الممكن أن يظهر التحام الأصابع قبل الولادة على الإيكو، لكن ليس للكشف المبكر فائدة، لأن العلاج الوحيد للحالة هو الجراحة. وتختلف أنواع الجراحات حسب شدة الحالة، حيث يؤخذ بعين الاعتبار إذا كان الالتحام يشمل الجلد الخارجي فقط، أو يشمل كل الأنسجة من عظام، وعضلات وجلد. 

ونتيجة لحاجة الأطباء إلى معرفة هذه المعلومات من أجل تحديد الجراحة المناسبة، ظهرت طرائق تصنيف كثيرة ومعقدة لهذه المتلازمة، نختصرها في الآتي:

النمط الأول: التحام في الإصبع الثالث والإصبع الرابع، أو الإصبع الثالث والإصبع الثاني.

النمط الثاني: علامته الأساسية التحام في العظم والجلد للإصبعين الثالث والرابع في اليد، وللإصبعين الثاني والثالث في القدم، وقد يظهر فيه كثافة شعاعية على الصورة دالة على وجود إصبع إضافية داخل الالتحام.

النمط الثالث: يصيب الإصبعين الرابع والخامس.

النمط الرابع: يظهر بشكل التحام كامل الأصابع مع وجود أصابع زائدة في الطرف.

وقت إجراء الجراحة بناء على الأنماط السالفة الذكر:

في الحالات الخفيفة، عادة ما يحدث الإصلاح بعمر السنة إلى السنة ونصف من عمر الطفل، وفي حال كان الالتحام ممتدا في كامل الإصبع، أو إذا كانت الأصابع الملتحمة مختلفة الحجم، كالتحام الأصبع الرابع والخامس، فيجب إجراء الجراحة بعمر الـ 6 أشهر، أو حتى قبل هذا العمر، للحفاظ قدر الإمكان على وظيفة الأصابع ونموها الطبيعي.

مضاعفات الجراحة:

قد يحتاج الطفل لعدة جراحات، وذلك في حالة التحام إصبع من كلا طرفيه، كالتحام الأصبع الثالث مع الثاني والرابع، وهنا يفصل على مراحل للحفاظ على توعية وتعصيب الإصبع، أو قد يحدث مضاعفات بعد الجراحة مثل التحام في قاعدة الإصلاح السابق نتيجة انكماش الندبة الجراحية، ما يقودنا لإجراء عملية جراحية أخرى لإصلاح المضاعفات الحاصلة، وهذا ما قد يحدث في 10% من الحالات.

وفي كثير من الأحيان، أثناء فصل الإصبعين الملتحمين يحدث نقص في جلد المنطقة، فيعيق إغلاق الجرح الناتج عن الفصل، مما يستدعي استعمال رقعة جلدية، أو طعم جلدي من مكان آخر في الجلد، كالفخذ لسد الفراغ الحاصل نتيجة نقص الجلد. 

ومن الممكن أن ينجم في هذه الحالة مضاعفات باكرة بعد الجراحة، مثل:

  • التهاب الطعم الجلدي.
  • رفض الجسم للطعم الجلدي.
  • فشل نمو هذا الطعم.

وبما أن العلاج مرتبط بجراحة وظيفية، فلا بد من حصص الترويض للطفل ليكون باستطاعته استرجاع قدرته على تحريك أصابعه.

هل يؤثر التحام الأصابع على وظيفة الطرف المصاب؟

تتأثر الوظيفة حسب عدد الأصابع الملتحمة، فكلما زاد عدد الأصابع الملتحمة زاد تأثر وظيفة الطرف، ومن أكثر الوظائف التي تضعف بهذه المتلازمة وظيفة الإمساك بأشياء كبيرة أو أشياء دائرية، مما قد يسبب للطفل ضغطا نفسيا ناتجا عن عدم تقبل الآخرين للحالة، مسببين قلة الثقة في النفس عند الطفل المصاب. 

متلازمات جينية قد تكون وراء تلاحم الأصابع:

من الممكن أن يكون تلاحم الأصابع مرافقا لمتلازمات جينية معقدة، مما يجعل الطبيب يطلب تحاليلا جينية، أو فحوصات لأجزاء أخرى من الجسم للكشف عن هذه المتلازمات في حال وجودها. ومن أشهر هذه المتلازمات: 

  1. متلازمة آبيرت Apert: وهي عبارة عن خلل جيني يظهر بتشوهات عظمية، ومن بين أعراضها: الالتحام المبكر لعظام القحف، ناتجا عنه خلل في نمو الرأس والوجه وشكلهما، والشكل الأشهر للالتحام الأصابع المرافق لهذه الحالة هو التحام ثلاثة أصابع في كل يد وكل قدم.
  2.  متلازمة بولاند Poland: تتأثر في هذه المتلازمة العضلات فيحدث نقص نمو، أو غياب العضلات في أحد نصفي الجسم، ما ينتج عنها تشوهات تؤثر على الصدر، والكتف، والذراع واليد.