هناك مجموعة من الدراسات تربط الصحة النفسية (الاكتئاب والقلق والعصبية في رمضان) بمحور الأمعاء والدماغ. بما في ذلك دور الميكروبات في القلق والاكتئاب، أي دور النظام الغذائي في التحكم في هذه الحالات. وهو ما تطرق له د. أنور رضى في برنامج سال الطبيب، حين قال:
- خلال الصيام يرتاح الجهاز الهضمي، وتبدأ بكتيريا الأمعاء في إطلاق مادة السيروتونين مما يساهم في الراحة النفسية للشخص، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات التركيز.
اكتشفت بعض التجارب، خلال التسعينيات و القرن الحادي والعشرين، تأثير الصيام على الاكتئاب والقلق، حيث أفاد الأفراد الذين يعانون من المشاكل النفسية بتحسن نفسي خلال الصيام.
ما يجعلنا نستنتج أن الصيام له آثار نفسية إيجابية على الصائم، ويساعد في التقليل من آثار مجموعة من المشاكل.
هدفت دراسة أجريت على عينة من العاملين الصحيين بالمستشفيات الجامعية سنة 2021، إلى قياس أثر صيام رمضان على الصحة النفسية وبعض المستويات الهرمونية لدى الذكور الأصحاء.
وجدت هذه الدراسة التي تضمنت مجموعة 40 من العاملين في مجال الرعاية الصحية، أنه بعد صيام شهر رمضان، انخفضت لدى المشاركين درجات الحساسية الشخصية والقلق الرهابي.
اسباب العصبية في رمضان
في الواقع، ليست هناك أي تأثيرات سلبية للصيام على نفسية الصائم، بما يعني أن الصيام لا يزيد من العصبية، وحسب ما صرح به الدكتور أنور رضى ترجع أسباب العصبية في رمضان لدى بعض الأشخاص إلى:
- عدم التدخين أو تعاطي أي من إدماناتهم.
- عدم شرب القهوة.
- أو عدم تناول الطعام فقط!
بالإضافة إلى عامل آخر أكدت عليه منظمة الصحة العالمية! حيث يصاب العاملين في الدول العربية بأنواع مختلفة من الإجهاد خلال الصيام في شهر رمضان، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة في هذه الدول، بالإضافة إلى تأثير مجموعة من العوامل الفسيولوجية والاجتماعية والثقافية الأخرى.
يتبع رمضان التقويم القمري، ما يعني أنه يتراجع 10 أيام كل سنة، وفي السنوات الأخيرة أصبح شهر رمضان يصادف أشهر الصيف، حيث تكون مدة النهار أطول، مما يعرض الصائم للإجهاد الحراري بسبب نقص السوائل والتغذية.
ووفقا لدراسة تم نشرها في المجلة الصحية لشرق المتوسط (EMHJ)، فإنه بعد الساعات الأربعة الأولى من العمل خلال رمضان، زاد لدى المشاركين في الدراسة معدل ضربات القلب مقارنة مع معدل ضربات القلب خلال الراحة بأكثر من 13 نبضة في الدقيقة، كما زادت درجة حرارة طبلة الأذن لديهم، وهذا أيضا قد يكون سببا للعصبية أو ما يطلق عليه بـ الترمضين خلال الصيام.
نصائح للتغلب على العصبية في رمضان
من أجل التغلب على العصبية في رمضان، ضع في اعتبارك أن الصحة الجسدية ترتبط ارتباطا وثيقا بالصحة العقلية، لذا فإن الحرص على اتباع نظام حياة صحي ونشط من شأنه أن يساعد على خفض مستويات التوتر والقلق والعصبية وكذلك تحسين المزاج. اتبع النصائح التالية:
1. احرص على القيام بالنشاط البدني بانتظام خلال رمضان
للرياضة فوائد محددة للقلب والجسم والعقل، يمكنك القيام بأنشطة خفيفة مثل: المشي، ركوب الدراجات، الاستجمام واللعب.
2. لا تفرط في الإفطار والسحور
تناول فقط ما يحتاجه جسمك في كل وجبة، وتجنب الإفراط في الأكل، اشرب الكثير من الماء، تناول الأطعمة المرطبة بين الإفطار والسحور، وتجنب الأطعمة المقلية والمعالجة والتي تحتوي على الدهون والملح والسكر.
3. أقلع عن التدخين
إذا كنت ترغب في ذلك، فإن رمضان هو فرصة للإقلاع عن التدخين! حيث تستطيع مقاومة عدم التدخين لمدة 15 ساعة في اليوم، هل تعلم أن الاستمرار دون دخان لمدة 24 ساعة وأكثر قد يؤثر على صحتك بشكل إيجابي؟ جرب ذلك!
للحصول على نصائح للمدخنين حول كيفية الإقلاع، يمكنك قراءة المقال التالي: