التصلب اللويحي (Multiple Sclerosis) هو مرض مناعاتي مزمن، ينتج عن مهاجمة مادة الميالين وهي الطبقة الواقية حول الألياف العصبية المحيطة بخلايا الجهاز العصبي المركزي المكون من الدماغ والنخاع الشوكي. وحسب الجمعية الوطنية للتصلب اللويحي، هناك أكثر من 2.3 مليون شخص مصاب بهذا المرض حول العالم، ويعتبر أغلب المرضى المصابين به إناث، غير أن المرض يصيب الذكور أيضا.

أعراض المرض المتنوعة

تختلف أعراض المرض بحسب المنطقة المصابة في الجهاز العصبي المركزي، لذلك نجد اختلافا بين أعراض المرضى، فهي متعددة ومتنوعة، قد تكون:

1. أعراض حِسية، من ذلك:

  • تنمل
  • إحساس بالوخز خدر

2. أعراض حركية، وتشمل:

  • ضعف العضلات.
  • صعوبة في المشي.
  • شلل جزئي.

3. أعراض بصرية، مثل:

  • ٱلام عند حركة العينين.
  • رؤية مشوشة أو مزدوجة أو غير مستقرة.

4. اضطرابات في التوازن أو النطق.

5. اضطرابات في التبول. 

6. اضطرابات نفسية وإدراكية. 

قد نجد عند نفس المريض عدة أعراض؛ كضعف عضلي على مستوى الساق، مع تنميل وازدواجية في الرؤية. 

تتطور أعراض المرض مع الزمن، حيث يصاب المريض عادة بانتكاسة فتظهر علامات جديدة تصل إلى أوجها خلال 24 ساعة وتختفي تدريجيا خلال أيام أو أسابيع، خاصة بعد أخذ جرعة عالية من الكورتيكويد الوريدي، غير أنه في حالات عديدة قد لا تختفي كل أعراض الانتكاسة.

أنواع التصلب اللويحي

لا يمكن التنبؤ بمسار تطور التصلب اللويحي؛ حيث يتأثر بعض الأشخاص بشكل ضئيل بينما يتقدم الآخرون بسرعة نحو الإعاقة الكاملة. لكن عموما، يعرف هذا المرض أربعة أنماط تطورية:

1. التصلب اللويحي المتكرر الانتكاس

في هذا النوع، يواجه المرء انتكاسات غير متوقعة، تظهر خلالها أعراض جديدة أو تصبح الأعراض الموجودة أكثر حدة. تدوم هذه الحالة أياما أو أشهرا ويمكن أن تختفي بعدها العلامات المرضية جزئيا أو كليا، كما يمكن أن يظل المرض خاملًا لأشهر أو سنوات.

2. التصلب اللويحي المتعدد الخفيف 

يعرف المريض خلال حياته انتكاسة أو اثنتين، لا يتفاقم بمرور الوقت ولا يؤدي إلى إعاقة دائمة. غالبًا ما يكون التصلب المتعدد الخفيف مصحوبًا بأعراض خفيفة (حسية بشكل خاص).

3. التصلب اللويحي التقدمي الثانوي 

يحدث عند الأشخاص المصابين أساسا بالنوع المتكرر الانتكاس من التصلب اللويحي، حيث يعرف المريض عجزا تدريجيا بغض النظر عن حدوث عدد أكثر من الانتكاسات أم لا.

4. التصلب اللويحي التقدمي الأولي 

يتميز هذا النوع بغياب انتكاسات واضحة، ويعاني المريض من ظهور تدريجي لأعراض المرض وتفاقمها مع تراكم العجز والإعاقات.

كيف يتم تشخيص المرض؟

لا يوجد اختبار وحيد يؤكد المرض بصفة قطعية. يلجأ الطبيب إلى طرح عدة أسئلة ووصف الأعراض ثم فحص سريري، وبعدها القيام بالتصوير بالرنين المغناطيسي وأخذ عينات من الدم والسائل النخاعي للتأكد من عدم وجود أمراض أخرى قد تتسبب في ظهور نفس علامات التصلب اللويحي.

هل هناك علاج للتصلب اللويحي؟

لا زالت الأبحاث لم تصل بعد إلى علاج شاف وتام، ويمكن تقسيم الأدوية المتوفرة حاليا إلى ثلاث مجموعات:

  • الكورتيكويدات التي تؤخذ عند الانتكاسة عبر الوريد عادة، لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة أيام.
  • العلاج المعدِّل للمرض: هدفه إبطاء تطور المرض وتقليل عدد الانتكاسات السنوية، ويؤخذ بشكل مستمر ولمدة طويلة، وهو عبارة عن حقن أو عقاقير.
  • أدوية لعلاج الأعراض، مثل مضادات الاكتئاب، ومضادات الألم وغيرها، إضافة إلى الترويض الفيزيائي.

لا تزال الأبحاث والدراسات العلمية جارية لإيجاد دواء فعال لعلاج التصلب اللويحي، لكن معرفة علامات المرض والانتباه إلى الأعراض البسيطة خاصة في بداية المرض يجب أن تدفع المريض إلى استشارة طبيب اختصاصي في الجهاز العصبي لتشخيص المرض في وقت مبكر وبداية العلاج وتأخير تطور المرض المؤدي إلى الإعاقة.

د. إيمان حجاج

أخصائية في الأمراض العصبية