الأسباب وعوامل الخطر

لا يعرف الباحثون سبب تحول خلايا معينة إلى خلايا سرطانية، ومع ذلك، فقد حددوا بعض عوامل الخطر لسرطان الجلد، ومن أهمها التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وهو ما يؤدي إلى إتلاف الحمض النووي لخلية الجلد الذي يتحكم في كيفية نمو الخلايا وانقسامها وبقائها على قيد الحياة، وتأتي معظم هذه الأشعة فوق البنفسجية من أشعة الشمس ومن أسرّة وأجهزة تسمير البشرة أيضا.

حسب مايو كلينيك للتعليم والبحث الطبي، تشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد:

  • البشرة الفاتحة، نتيجة قلة وجود صبغة الميلانين في الجلد، مما ينتج عنه عدم توفير الحماية الكافية من الأشعة فوق البنفسجية.
  • الإصابة بحروق الشمس المصحوبة ببثور في فترة الطفولة أو سنوات المراهقة.
  • التعرض الزائد للشمس مع عدم حماية الجلد بمستحضرات الوقاية من الشمس أو الملابس.
  • التعرض لمصابيح وأجهزة التسمير.
  • وجود عدد كبير من الشامات غير منتظمة الشكل والأكبر حجما من الشامات الطبيعية، وتعتبر أكثر عرضة لأن تصبح سرطانية.
  • وجود آفات جلدية محتملة التسرطن، وهي وجود تصبغات ونمو في بعض المناطق الجلدية.

روتين الجلد للوقاية من السرطان

يمكن الوقاية من سرطان الجلد عن طريق اتباع روتين لحماية الجلد، من ذلك: 

  • وضع واقٍ من الشمس كل 3 ساعات.
  • تجنب حروق الشمس.
  • تجنب حمامات الشمس الاصطناعية.
  • تجنب أضرار أشعة الشمس المتراكمة.

فحص واكتشاف سرطانات الجلد

من بين الطرق المتاحة لفحص وتشخيص  سرطانات الجلد في وقت مبكر؛ استشارة أخصائيي الأمراض الجلدية أو الجراحة التجميلية مرة واحدة على الأقل في السنة. وفي حالة تطور الآفة الجلدية لأكثر من 3 أشهر، يجب استشارة أخصائي دون أي تأخير.

في أي سياق يجب أن تفكر في إجراء جراحة لسرطان الجلد؟

هناك عدة أنواع من سرطان الجلد التي يعالجها المختص في الأمراض الجلدية أو الجراح التجميلي عند إجراء التشخيص؛ حيث تتم إزالة سرطان الجلد وتشمل هذه الأنواع:

  • سرطان الخلايا القاعدية: (Basal cell carcinoma) 

يعتبر من بين السرطانات الأكثر شيوعا، ويظهر على شكل نتوءات صلبة و لؤلؤة غير مؤلمة. لا ينتقل هذا السرطان، ولكن يمكن أن يتكرر محليا في حالة الاستئصال الأولي غير الكامل، يمكن مناقشة العلاج الطبي في بعض الحالات المحددة للغاية.

  • سرطان الخلايا الحرشفية: (Squamous cell carcinoma of the skin)

وهو عبارة عن آفة جلدية أكثر توغلًا يمكن أن تتقرح وتنزف، يتم علاجها في إطار اجتماع استشاري متعدد التخصصات، وغالبا ما تظهر هذه السرطانات على الآفات الموجودة مسبقا مثل الندبات المزمنة والتعرض المفرط للشمس.

قد تظهر في هذا النوع من السرطان نقائل سرطانية في العقد الليمفاوية التي تتطلب العلاج في أقرب وقت ممكن، كما قد يتم تقديم العلاج الإشعاعي التكميلي في حالات معينة.

  • الورم الميلانيني: (Melanoma)

وهو آفة جلدية تظهر عند الأشخاص الأصغر سنًا بشكل عام والمرتبطة بالتعرض للشمس، وتعتبر الأطراف السفلية عند النساء والجذع عند الرجال من أكثر المناطق المتأثرة بسرطان الجلد، بالإضافة إلى ظهور تليف على الجلد السليم في أغلب الأحيان، ويظهر في ثلث الحالات على “الشامة” الموجودة مسبقًا.

طرق التشخيص والعلاج

يعتمد العلاج على التشخيص المبكر، لذلك من الضروري إجراء فحص منتظم للجلد!
يتم فحص المريض بالاستشارة إما من قبل طبيب بتشخيص سرطان الجلد أو بشكل شخصي نتيجة ملاحظة آفة جلدية محرجة من الناحية الجمالية أو مؤلمة.

  • تحديد سمك أو عمق الورم

يتم اعتماد مؤشر بريسلو Breslow الذي يحدد سمك الورم أو عمقه، ويعتبر بمثابة معيار أساسي للتشخيص. يتم تحديده بعد الإجراء الجراحي الأولي أو أخذ خزعة من الآفة الجلدية للعلاج الجراحي، تتم إزالة الورم وحواف الجلد السليمة حول الآفة الجلدية بمقدار 1 إلى 2 سم. غالبا ما تكون العلاجات الإضافية مثل دراسات العقدة الليمفاوية والعلاج الكيميائي ضرورية في هذه الحالة.

  • التشخيص النسيجي

يعتمد على دراسة أنسجة الآفة التي سيقوم الطبيب بإزالتها، تؤخذ هذه الأنسجة عن طريق الخزعة وإزالة جزء من الآفة الجلدية تحت التخدير الموضعي أو عن طريق الاستئصال الكامل.

  • الجراحة

غالبًا ما يتم إجراء الجراحة تحت تأثير التخدير الموضعي، ولكن يمكن إجراء إعادة البناء بعد إزالة السرطان تحت تأثير التخدير العام.
في بعض الأحيان يتم ترك المنطقة التي تمت إزالة الورم منها مفتوحة ومغطاة بضمادة مؤقتة في انتظار تحليل الآفة الجلدية. يجب إزالة كمية محددة من الجلد السليم من حول الآفة للتحليل المجهري الذي يستغرق عدة أيام. لذلك، غالبًا ما يكون الإجراء الجراحي الثاني ضروريًا لاستعادة هوامش الجلد السليم أو لإعادة بناء جلد المنطقة، من خلال زراعة الجلد عن طريق نقل لويحات من الأنسجة المجاورة غير المصابة. 

بعد الجراحة يمكن تحسين الندبات بالعديد من الوسائل؛ مثل جيل السيليكون وضمادات الضغط والليزر، لكن، تبقى الوقاية والتوعية بهذا النوع من السرطانات من عوامل الحد من انتشاره، خصوصا الحالات المتقدمة. ويعد علاج سرطان الجلد بمثابة عمل جماعي يشمل أطباء الجلد وأطباء الأورام وأطباء الجراحة التجميلية.

د. سليمة بايا

أخصائية في جراحة التجميل والتقويم