عرف المغرب موجات متتابعة من الجوائح خلَّفت خسائر بشرية كثيرة جدا لم تكن نتيجة العدوى فحسب، وإنما بسبب الجفاف والمجاعات وغلاء الأسعار الذي تزامن مع ظهور الأوبئة آنذاك. وقد شهد المغرب حوالي 140 جائحة بين القرن 12 والقرن 19 بمعدل مرة كل 5 سنوات، وكان من أكثر الأوبئة فتكا الطاعون، والكوليرا، والجدري والتيفوئيد.
1. الطاعون
يعتبر الطاعون من الجائحات التي شهدها المغرب في تاريخه، حيث اجتاح المغرب بين سنة 1742 و1820 لأكثر من 5 مرات، مخلفا العديد من الوفيات في مختلف مناطق المغرب، حيث بلغ عدد الضحايا سنة 1799، 30 ألف شخص.
ويشار إلى أن الطاعون مرض معدٍ تسببه بكتيريا حيوانية توجد في الثدييات الصغيرة وبراغيثها. وينتقل إلى الإنسان عادة عن طريق لدغة البراغيث، أو الاتصال الجنسي غير المحمي أو استنشاق الجزيئات الصغيرة من المريض المصاب بالطاعون. ويعتبر مرضا شديد الخطورة، وبشكل خاص إذا أدى إلى تسمم الدم نتيجة انتشار البكتيريا في مجرى الدم.
2. الكوليرا
توالت على المغرب في فترات متفاوتة بين سنة 1835 و1896 لـ 5 مرات، وتوفي بمدينة مراكش وحدها 12 ألف شخص سنة 1878. والكوليرا عدوى إسهالية حادة تنتج عن تناول الطعام أو الماء الملوث ببكتيريا الكوليرا.
تؤثر الكوليرا على الأطفال والبالغين وتسبب إسهالا مائيا حادا وجفافا شديدا، وقد يستغرق ظهور أعراض الإصابة بها ما بين 12 ساعة و5 أيام، كما قد تؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات قليلة إذا لم يتم علاجها.
3. الإنفلونزا
الإنفلونزا الموسمية عبارة عن عدوى تنفسية حادة تسببها فيروسات الأنفلونزا، ويتعافى معظم المصابين بها في غضون أيام قليلة من دون الخضوع إلى علاج طبي. لكن، قد تؤدي ببعض الأشخاص إلى الخضوع إلى العلاج في المستشفى أو الوفاة، من ذلك الأطفال الصغار جدا، والأشخاص المسنون، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية خطيرة.
ومن أعراض الإصابة بالإنفلونزا المعاناة من الحمى، والسعال الجاف، والتهاب الحلق وسيلان الأنف، وصداع الرأس، والتعب وآلام العضلات والمفاصل، وقد يستمر السعال لمدة أسبوعين أو أكثر. ويمكن علاج المصابين المعرضين لخطر المضاعفات الصحية بالعلاج بالأدوية المضادة للفيروسات للتخفيف من حدة الأعراض.
4. جائحة كورونا
عاش مختلف سكان العالم جائحة كورونا وهو نوع من الفيروسات التاجية التي ظهرت سنة 2019، وينتقل عن طريق الاتصال المباشر مع الشخص المصاب، أو عن طريق السعال أو العطس أو التحدث أو عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس نظرا لبقاء الفيروس لعدة ساعات في الأسطح.
يعاني معظم الأشخاص المصابين بالفيروس من أمراض تنفسية خفيفة إلى متوسطة ويتعافون دون الحاجة إلى علاج. لكن، يمكن أن يصاب كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة أو السرطان بأمراض ومضاعفات صحية خطيرة.
يؤثر فيروس كورونا على الأشخاص بطرق مختلفة، وتشمل الأعراض الأكثر شيوعا:
- الحمى والسعال.
- التعب.
- فقدان حاستي الشم والتذوق.
في حين يصاب البعض الآخر بـ:
- التهاب الحلق.
- صداع الرأس والألم.
- الإسهال.
- الطفح الجلدي على أصابع اليدين أو القدمين.
أما الأعراض الأكثر خطورة فتشمل:
- صعوبة أو ضيق التنفس.
- آلام الصدر.
- فقدان القدرة على الكلام والحركة.
يمكن أن تظهر الأعراض على الشخص في حدود 5 إلى 6 أيام بعد الإصابة، كما قد يستغرق موعد ظهورها ما يصل إلى 14 يوما. وعموما، ينبغي على الشخص طلب العناية الطبية الفورية بمجرد المعاناة من أعراض الإصابة الفيروس.