الاختلاف يحدث فارقًا حقيقيًا لأن وجود نظام أوعية دقيق في هذه النسخة يحسّن بشكل كبير نضج خلايا بيتا وقدرتها على إفراز الإنسولين كما في الجسم الطبيعي.

ما الجديد في هذا النموذج؟

اعتمد العلماء على دمج ثلاث تقنيات متقدمة:

  •  خلايا جذعية بنكرياسية تُنتج خلايا شبيهة بجُزر لانغرهانس المسؤولة عن إفراز الإنسولين.
  •  خلايا بطانية(Endothelial cells) لتكوين شبكة أوعية دموية تُغذّي الخلايا وتحاكي الدورة الدموية الطبيعية.
  •  طباعة حيوية ثلاثية الأبعاد باستخدام مادة bio-ink، غنية بعناصر تحاكي النسيج خارج الخلوي وتساعد في تنظيم شكل الخلايا ونضجها.

على عكس النماذج القديمة التي كانت غير ناضجة وتفتقر للأوعية الدموية، نجح هذا النموذج في خلق بيئة ثلاثية الأبعاد أكثر واقعية، ما سمح للخلايا بالنمو بشكل منظّم، والنضج بشكل أفضل، وإفراز الإنسولين بكفاءة أعلى.

مَن هم المستفيدون من نموذج خلايا جزر البنكرياس الجديد؟

البشر المصابون بالسكري:

يُعتبر هذا النموذج خطوة ثورية نحو إنتاج خلايا بيتا قابلة للزرع، ما قد يفتح بابًا لعلاج جذري للسكري من النوع 1، بدلاً من الاعتماد المستمر على حقن الإنسولين مدى الحياة.

الخنازير (كنموذج وتجارب):

ستُستخدم جزر البنكرياس من الخنازير في الدراسات قبل السريرية، لما لها من تشابه تشريحي ووظيفي مع الإنسان، ما يساعد في اختبار سلامة وفعالية الخلايا المزروعة.

المجتمع الطبي والباحثون:

إذ سيساعدهم هذا النموذج على فهم أفضل للبنكرياس، ويُسرّع تطوير علاجات جديدة وتقنيات زرع متقدمة.

ما التحديات والمخاطر؟

  • رفض الجهاز المناعي: قد يهاجم جسم المريض الخلايا المزروعة إذا لم تكن متوافقة، مما يقلل من فعالية العلاج.
  • تعقيد التقنية وتكاليفها: الطباعة ثلاثية الأبعاد للخلايا الحية تتطلب تقنيات متقدمة مكلفة، مما يجعل التطوير والإنتاج والاستهلاك باهظ التكلفة حاليًا.
  • تحديات التخصيص: قد لا تتناسب الخلايا المطبوعة مع جميع المرضى بنفس الكفاءة بسبب اختلافات فردية في المناعة والجينات.
  • الحاجة إلى بنية تحتية متطورة: تتطلب هذه التقنية مختبرات مجهزة وتقنيات حديثة غير متوفرة في جميع الدول، خاصة النامية.

خطوة نحو مستقبل علاجي أسرع وأدق

هذا الاكتشاف يضع بصمته على مستقبل مكافحة السكري، ليس فقط عبر العلاج الخلوي المباشر، بل أيضاً عبر إثراء الأبحاث الطبية وفهمنا العميق لوظائف البنكرياس وتطوير تقنيات الزرع.